سورة الفرقان من الآية 9 وحتى الآية 14 المعاش (أو تكون له جنة) بستان (يأكل منها) قرأ حمزة والكسائي (نأكل) بالنون أي نأكل نحن منها (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) مخدوعا وقيل مصروفا عن الحق 9 (انظر) يا محمد (كيف ضربوا لك الأمثال) يعني الأشباه فقال مسحور محتاج وغيره (فضلوا) عن الحق (فلا يستطيعون سبيلا) إلى الهدى ومخرجا عن الضلالة 10 (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك) الذي قالوا أو أفضل من الكنز والبستان الذي ذكروا وروى عكرمة عن ابن عباس قال يعني خيرا من المشي في الأسواق والتماس المعاش ثم بين ذلك الخير فقال (جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا) بيوتا مشيدة والعرب تسمي كل بيت مشيد قصرا وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم برواية أبي بكر ويجعل برفع اللام وقرأ الآخرون بجزمها على محل الجزاء في قوله (إن شاء جعل لك) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني أنا أبو طاهر محمد بن الحارث أنا أبو أحسن محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب حدثني عبد الله بن زخر عن علي بن زيد عن القاسم بن أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما وقال ثلاثا أو نحو هذا فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك \ حدثنا أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي أنا أبو ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ أنا أبو يعلى ثنا محمد بن بكار ثنا أبو معشر عن سعيد يعني المقبري عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك أن حجزته لتساوي الكعبة فقال إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا فنظرت إلى جبريل فأشار إلي أن ضع نفسك وفي رواية ابن عباس فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فأشار جبريل بيده أن تواضع فقلت نبيا عبدا \ قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول \ آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد \ 11 قوله عز وجل (بل كذبوا الساعة) بالقيامة (وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا) نارا مستعرة
(٣٦٢)