تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٥
علي بن الجعد أخبرني حماد هو ابن سلمة بن دينار عن سيد جمهان عن سفينة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول \ الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا \ ثم قال أمسك خلافة أبي بكر سنتين وخلافة عمر عشرا وعثمان اثني عشر وعلي ستة قال علي قلت لحماد سفينة القائل لسعيد أمسك قال نعم قوله تعالى (ومن كفر بعد ذلك) أراد به كفران النعمة ولم يرد الكفر بالله (فأولئك هم الفاسقون) العاصون لله قال أهل التفسير أول من كفر بهذه النعمة وجحد حقها الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه فلما قتلوه غير الله ما بهم وأدخل عليهم الخوف حتى صاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانا أخبرنا أبو المظفر محمد بن أحمد النعيمي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم المعروف بابن نصر أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة المعروف بالطرابلسي أنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن حميد بن هلال قالقال عبد الله بن سلام في عثمان إن الملائكة لم تزل محيطة بمدينتكم هذه منذ قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اليوم فوالله لئن قتلتموه ليذهبون ثم لا يعودون أبدا فوالله لا يقتله رجل منكم إلا لقي الله أجذم لا يد له وإن سيف الله لم يزل مغمودا عنكم والله لئن قتلتموه ليسلنه الله ثم لا يغمده عنكم إما قال أبدا وإما قال إلى يوم القيامة فما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا ولا خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا 56 قوله تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) أي افعلوها على رجاء الرحمة (لا تحسبن الذين كفروا) قرأ عامر وحمزة (لا يحسبن) بالياء أي لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم (معجزين في الأرض) وقرأ الآخرون بالتاء يقول لا تحسبن يا محمد الذين كفروا معجزين فائتين عنا (ومأواهم النار ولبئس المصير) 57 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) الآية قال ابن عباس رضي الله عنهما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما من الأنصار يقال له مدلج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقت الظهيرة ليدعوه فدخل فرأى عمر بحالة رؤيته ذلك فأنزل الله هذه الآية وقال مقاتل نزلت في أسماء بنت مرثد كان لها غلام كبير فدخل عليها في وقت كرهته فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليستأنذكم) اللام لام الأمر 58 (الذين ملكت أيمانكم) يعني العبيد والإماء (والذين لم يبلغوا الحلم منكم) من الأحرار ليس المراد منهم الأطفال الذين لميظهروا على عورات النساء بل الذين عرفوا أمر النساء ولكن لم يبلغوا (ثلاث مرات) أي ليستأذنوا في ثلاث أوقات (من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة) يريد المقبل (ومن بعد صلاة العشاء) وإنما خص هذه الأوقات لأنها ساعات الخلوة ووضع الثياب فربما يبدو من الإنسان ما لا يحب أن يراه أحد أمر العبيد والصبيان بالاستئذان في هذه الأوقات وأما غيرهم فليستأذنوا في جميع الأوقات (ثلاث عورات لكم) قرأ حمزة والكسائي (ثلاث) بنصب التاء بدلا من قوله (ثلاث مرات) وقرأ الآخرون بالرفع أي هذه الأوقات ثلاث عورات لكم سميت هذه الأوقات عورات لأن الإنسان يضع فيها ثيابه فتبدو عورته (ليس عليكم) جناح (ولا
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»