سورة النور من الآية 59 وحتى الآية 60 عليهم) على العبيد والخدم والصبيان (حناح) في الدخول عليكم من غير استئذان (بعدهن) أي بعد هذه الأوقات الثلاثة (طوافون عليكم) أي العبيد والخدم يطوفون عليكم فيترددون ويدخلون ويخرجون في أشغالهم بغير إذن (بعضكم على بعض) أي يطوف (بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم) واختلف العلماء في حكم هذه الآية فقال قوم منسوخ قال ابن عباس رضي الله عنه لم يكن للقوم ستور ولا حجاب فكان الخدم والولائد يدخلون فربما يرون منهم ما لا يحبون فأمروا بالاستئذان وقد بسط الله الرزق واتخذ الناس الستور فرأي أن ذلك أغنى عن الاستئذان وذهب قوم إلى أنها غير منسوخة روى سفيان عن موسى بن عائشة قالت سألت الشعبي عن هذه الآية ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم أمنسوخة هي قال لا والله قلت إن الناس لا يعملون بها قال الله المستعان وقال سعيد بن جبير في هذه الآية أن ناسا يقولون نسخت والله ما نسخت ولكنها مما تهاون به الناس 59 قوله تعالى (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم) أي الاحتلام يريد الأحرار الذين بلغوا (فليستأذنوا) أي يستأذنون في جميع الأوقات في الدخول عليكم (كما استأذن الذين من قبلهم) من الأحرار والكبار وقيل يعني الذين كانوا مع إبراهيم وموسى وعيسى (كذلك يبين الله لكم آياته) دلالاته وقيل أحكامه (والله عليم) بأمور خلقه (حكيم) بما دبر لهم قال سعيد بن المسيب يستأذن الرجل على أمه فإنما أنزلت هذه الآية في ذلك وسئل حذيفة أيستأذن الرجل على والدته قال نعم إن لم يفعل رأى منها ما يكره 60 قوله تعالى (والقواعد من النساء) يعني اللاتي قعدن عن الولد والحيض من الكبر لا يلدن ولا يحضن واحدتها قاعد بلا هاء وقيل قعدن عن الأزواج وهذا معنى قوله (اللاتي لا يرجون نكاحا) أي لا يردن الرجال لكبرهن قال ابن قتيبة سميت المرأة قاعدا إذا كبرت لأنها تكثر القعود وقال ربيعة الرأي هن العجز اللائي إذا رأوهن الرجال استقذروهن فأما من كانت فيها بقية من جمال وهي محل الشهوة فلا تدخل في هذه الآية (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن) عند الرجال يعني يضعن بعض ثيابهن وهي الجلباب والرجاء الذي فوق الثياب والقناع الذي فوق الخمار فأما الخمار فلا يجوز وضعه وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه وأبي بن كعب (أن يضعن من ثيابهن)
(٣٥٦)