سورة النور الآية 61 (غير متبرجات بزينة) أي من غير أن يردن بوضع الجلباب والرداء إظهار زينتهن والتبرج هو أن تظهر المرأة من محاسنها ما ينبغي لها أن تتنزه عنه (وأن يستعففن) فلا يلقين الجلباب والرداء (خير لهن والله سميع عليم) 61 قوله تعالى (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) الآية اختلف العلماء في هذه الآية فقال ابن عباس رضي الله عنهما لما أنزل الله عز وجل قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) تحرج المسلمون عن مؤاكلة المرضى والزمن والعمي وقالوا الطعام أفضل الأموال وقد نهانا الله عن أكل المال بالباطل والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب والأعرج لا يتمكن من الجلوس ولا يستطيع المزاحمة على الطعام والمريض يضعف عن التناول فلا يستوفي الطعام فأنزل الله هذه الآية وعلى هذا التأويل يكون (على) بمعنى في أي ليس في الأعمى يعني ليس عليكم في مؤاكلة الأعمى والأعرج والمريض وقال سعيد بن جبير والضحاك وغيرهما كان العرجان والعميان والمرضى يتنزهون عن مؤاكلة الأصحاء لأن الناس يتقذرون منهم ويكرهون مؤاكلتهم ويقول الأعمى ربما أكل أكثر ويقول الأعرج ربما أخذ مكان الاثنين فنزلت هذه الآية وقال مجاهد نزلت الآية ترخصا لهؤلاء في الأكل من بيوت من سمى الله في هذه الآية وذلك أن هؤلاء كانوا يدخلون على الرجل لطلب الطعام فإذا لم يكن عنده ما يطعمهم ذهب بهم إلى بيوت آبائهم وأمهاتهم أو بعض من سمى الله في هذه الآية فكان أهل الزمانة يتحرجون من ذلك الطعام ويقولون أذهب بنا إلى بيت غيره فأنزل الله هذه الآية وقال سعيد بن المسيب كان المسلمون إذا غزوا خلفوا زمناهم ويدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا فكانوا يتحرجون من ذلك ويقولون لا ندخلها وهم غيب فأنزل الله هذه الآية رخصة لهم قال الحسن نزلت هذه الآية رخصة لهؤلاء في التخلف عن الجهاد قال تم الكلام عند قوله (ولا على المريض حرج) وقوله تعالى (ولا على أنفسكم) كلام منقطع عما قبله وقيل لما نزل قوله (لا تأكلوا أموالكم بالباطل) قالوا لا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فأنزل الله عز وجل (ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم) أي لا حرج عليكم أن تأكلوا من بيوتكم قيل أراد من أموال عيالكم وأزواجكم وبيت المرأة كبيت الزوج وقال ابن قتيبة أراد من بيوت أولادكم نسب الأولاد إلى الآباء كما جاء في الحديث \ أنت وملك لأبيك \ (أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما
(٣٥٧)