سورة الفرقان من الآية 15 وحتى الآية 17 12 (إذا رأتهم من مكان بعيد) قال الكلبي والسدي من مسيرة عام وقيل من مسيرة مائة سنة وقيل خمسمائة سنة وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال \ من كذب علي متعمدا فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا \ قالوا وهل لها من عينين قال نعم ألم تستمعوا قول الله تعالى (إذا رأتهم من مكان بعيد) وقيل إذا رأتهم زبانيتها (سمعوا لها تغيظا) غليانا كالغضبان إذا على صدره من الغضب (وزفيرا) صوتا فإن قيل كيف يسمع التغيظ قيل معناه رأوا وعلموا أن لها تغيظا وسمعوا لها زفيرا كما قال الشاعر (ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا) أي وحاملا رمحا وقيل سمعوا لها تغيظا أي صوت التغيظ من التلهب والتوقد قال عبيد بن عمير تزفر جهنم يوم القيامة زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لوجهه 13 (وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا) قال ابن عباس يضيق عليهم الزج في الرمح (مقرنين) مصفدين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال وقيل مقرنين مع الشياطين في السلاسل (دعوا هنالك ثبورا) قال ابن عباس ويلا وقال الضحاك هلاكا وفي الحديث \ إن أول من يكسى حلة من النار إبليس \ فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من خلفه وهو يقول يا ثبوراه وهم ينادون يا ثبورهم حتى يقفوا على النار فينادون يا ثبوراه وينادي يا ثبورهم فيقال لهم 14 (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) قيل أي هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة فادعوا أدعية كثيرة 15 قوله عز وجل (قل أذلك) يعني الذي ذكرته من صفة النار وأهلها (خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء) ثوابا (ومصيرا) مرجعا 16 (لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا) مطلوبا وذلك أن المؤمنين سألوا ربهم في الدنيا حين قالوا ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك يقول كان أعطى الله المؤمنين جنة خلد وعدا وعدهم على طاعتهم إياه في الدنيا ومسألتهم إياه ذلك قال محمد بن كعب القرظي الظلب من الملائكة للمؤمنين وذلك قولهم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتم 17 (ويوم يحشرهم) قرأ ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب وحفص (يحشرهم) بالياء وقرأ الباقون بالنون (وما يعبدون من دون الله) قال مجاهد من الملائكة والجن والإنس وعيسى وعزير وقال عكرمة
(٣٦٣)