سورة الفرقان من الآية 36 إلى الآية 40 عطي ثم ذكر ما لهؤلاء المشركين فقال 34 (الذين) أي هم الذين (يحشرون على وجوههم) فيساقون ويجرون (إلى جهنم أولئك شر مكانا) يعني مكانة ومنزلة ويقال منزلا ومصيرا (وأضل سبيلا) أخطأ طريقا 35 (ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا) معينا وظهيرا 36 (فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا) يعني القبط (فدمرناهم) فيه إضمار أي فكذبوهما فدمرناهم (تدميرا) أهلكناهم إهلاكا 37 38 (وقوم نوح لما كذبوا الرسل) أي الرسول ومن كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل فلذلك ذكر بلفظ الجمع (أغرقناهم وجعلناهم للناس آية) يعني لمن بعدهم عبرة (وأعتدنا للظالمين) في الآخرة (عذابا أليما) سوى ما حل به من عاجل العذاب (وعادا وثمود) يعني وأهلكنا عادا وثمود (وأصحاب الرس) اختلفوا فيهم قال وهب بن منبه كانوا أهل بئر قعودا عليها وأصحاب مواشي يعبدون الأصنام فوجه الله إليهم شعيبا يدعوهم إلى الإسلام فتمادوا في طغيانهم وفي أذى شعيب عليه السلام فبينما هم حوالي البئر في منازلهم انهارت بهم البئر فخسف الله بهم وبديارهم ورباعهم فهلكوا جميعا والرس البئر وكل ركية لم تطو بالحجارة والآجر فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قتادة والكلبي الرس بئر بأرض اليمامة قتلوا نبيهم فأهلكهم الله عز وجل وقال بعضهم هم بقية ثمود وقوم صالح وهم أصحاب البئر التي ذكر الله تعالى في قوله (وبئر معطلة وقصر مشيد) وقال سعيد بن جبير كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان فقتلوه فأهلكهم الله تعالى وقال كعب ومقاتل والسدي الرس بئر بأنطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار وهم الذين ذكرهم الله في سورة يس وقيل هم أصحاب الأخدود والرس هم الأخدود الذي حفروه وقال عكرمة هم قوم رسوا نبيهم في بئر وقيل الرس المعدن وجمعه رساس (وقرونا بين ذلك كثيرا) يعني وأهلكنا قرونا كثيرا بين عاد وأصحاب الرس 39 (وكلا ضربنا له الأمثال) يعني الأشباه في إقامة الحجة عليهم فلم نهلكهم إلا بعد الإنذار (وكلا تبرنا تتبيرا) يعني أهلكنا إهلاكا وقال الأخفش كسرنا تكسيرا قال الزجاج كل شيء كسرته وفتته فقد تبرته 40 (ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء) يعني الحجارة وهي قريات قوم لوط وكانت خمس قرى
(٣٦٩)