سورة النور من الآية 56 وحتى الآية 58 من قبلهم) قرأ أبو بكر عن عاصم (كما استخلف) بضم التاء وكسر اللام على ما لم يسم فاعله وقرأ الآخرون بفتح التاء واللام لقوله تعالى (وعد الله) قال قتادة (كما استخلف) داود وسليمان وغيرهما من الأنبياء وقيل كما استخلف الذين من قبلهم أي بني إسرائيل حيث أهلك الجبابرة بمصر والشام وأورثهم أرضهم وديارهم (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) أي اختار قال ابن عباس يوسع لهم في البلاد حتى يملكوها ويظهر دينهم على سائر الأديان (وليبدلنهم) قرأ ابن كثير وأبو بكر ويعقوب بالتخفيف من الإبدال وقرأ الآخرون بالتشديد من التبديل وهما لغتان وقال بعضهم (التبديل) تغير حال إلى حال والإبدال رفع الشيء وجعل غيره مكانه (من بعد خوفهم أمنا يعبدونني) آمنين (لا يشركون بي شيئا) فأنجز الله وعده وأظهر دينه ونصر أولياءه وأبدلهم بعد الخوف أمنا وبسطا في الأرض أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن الحكم أنا النضر أنا إسرائيل أنا سعيد الطاهري أنا محمد بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكى إليه الفاقة ثم أتاه رجل فشكى إليه قطع السبيل فقال \ يا عدي هل رأيت الحيرة قلت لم أرها وقد أنبئت عنها قال فإن طالت بك حياة فلترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز لئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب وفضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه وليلقين الله أحدكم يوم القيامة وليس بينه وبينه ترجمان يترجم فليقولن له ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى فيقول ألم أعطك مالا وأفضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم \ قال عدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة \ قال عدي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله وكنت ممن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم يخرج ملء كفه وفي الآية دلالة على خلافة الصديق وإمامة الخلفاء الراشدين أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي أنا
(٣٥٤)