سورة الفرقان من الآية 24 وحتى الآية 29 عباس وقتادة وسعيد بن جبير هو ما تسفيه الرياح وتذريه من التراب وحطام الشجر وقال مقاتل هو ما يسطع من حوافر الدواب عند السير وقيل الهباء المنثور ما يرى في الكوة والهباء المنبث هو ما تطيره الريح من سنابك الخيل 24 قوله عز وجل (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا) أي من هؤلاء المشركين المتكبرين (وأحسن مقيلا) موضع قائلة يعني أهل الجنة لا يمر بهم يوم القيامة إلا قدر النهار من أوله إلى وقت القائلة حتى يسكنوا مساكنهم في الجنة قال ابن مسعود لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار وقرأ (ثم إن مقيلهم لا إلى الجحيم) هكذا كان يقرأ وقال ابن عباس في هذه الآية الحساب ذلك اليوم في أوله قال القوم حين قالوا في منازلهم في الجنة قال الأزهري القيلولة والمقيل الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن مع ذلك نوم لأن الله تعالى قال (وأحسن مقيلا) والجنة لا نوم فيها ويروى أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس 25 قوله عز وجل (ويوم تشقق السماء بالغمام) أي عن الغمام الباء وعن يتعاقبان كما يقال رميت عن القوس وبالقوس وتشقق بمعنى تتشقق أدغموا إحدى التاءين في الأخرى وقرأ أبو عمرو وأهل الكوفة بتخفيف الشين ها هنا وفي سورة (ق) بحذف إحدى التاءين وقرأ الآخرون بالتشديد أي تنشق بالغمام وهو غمام أبيض رقيق مثل الضبابة ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تيههم (ونزل الملائكة تنزيلا) قرأ ابن كثير و (ننزل) بنونين خفيف ورفع اللام (الملائكة) نصب قال ابن عباس تشقق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر ممن في السماء الدنيا ومن الجن والإنس ثم كذلك حتى تشقق السماء السابعة وأهل كل سماء يزيدون على أهل السماء التي قبلها ثم ينزل الكروبيون ثم حملة العرش 26 (الملك يومئذ الحق للرحمن) أي الملك الذي هو الملك الحق حقا ملك الرحمن يوم القيامة قال ابن عباس يريد أن يوم القيامة لا ملك يقضى غيره (وكان يوما على الكافرين عسيرا) شديدا فهذا الخطاب يدل على أنه لا يكون على المؤمن عسيرا وجاء في الحديث \ أنه يهون يوم القيامة على
(٣٦٦)