سورة المائدة (88) صلى الله عليه وسلم الناس يوما ووصف القيامة فرق من الناس وبكوا فاجتمع عشرة من أصحابه في بيت عثمان بن مظعون الجمحي وهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وأبو ذر الغفاري وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي ومعقل بن مقرن رضي الله عنهم وتشاوروا واتفقوا على أن يترهبوا ويلبسوا المسموح ويجبوا مذاكيرهم ويصوموا الدهر ويقودوا الليل ولا يناموا على الفرش ولا يأكلوا اللحم والودك ولا يقربوا النساء والطيب ويسيحوا في الأرض فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى دار عثمان بن مظعون فلم يصادفه فقال لامرأته أم حكيم بنت أبي أمية واسمها الخولاء وكانت عطارة أحق ما أبلغني عن زوجك وأصحابه فكرهت أن تكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرهت أن تبدي على زوجها فقالت يا رسول الله إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل عثمان أخبرته بذلك فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا قالوا بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير فقال صلى الله عليه وسلم إني لم أؤمر بذلك ثم قال إن لأنفسكم عليكم حقا فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم وآتي النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ثم جمع الناس وخطبهم فقال ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات النساء أما إني فلست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانا فإنه ليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتخاذ الصوامع وإن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتهم الجهاد اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وحجوا واتمروا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان واستقيموا يستقم لكم فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد شددوا على أنفسكم فشدد الله عليهم فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع فأنزل الله عز وجل هذه آية أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال انا عبد الله بن المبارك عن رشد بن سعد حدثني أبو نعيم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائذن لنا في الاختصاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من خصي ولا من اختصى خصاء أمتي الصيام فقال يا رسول الله الله ائذن لنا في السياحة فقال إن السياحة أمتي الجهاد في سبيل الله فقال يا رسول الله ائذن لنا في الترهب فقال إن الترهب أمتي الجلوس في المساجد وانتظار الصلاة وروي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله إني أصبت من اللحم فانتشرت وأخذتني شهوة فحرمت اللحم فانزل الله تعالى 0 (يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) يعني اللذات التي تشتهيها النفوس مما أحل لكم من المطاعم الطيبة والمشارب اللذيذة (ولا تعتدوا) ولا تجاوزوا الحلال إلى الحرام وقيل جب المذاكير (إن الله لا يحب المعتدين) سورة المائدة (88) (وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا) قال عبد الله بن المبارك الحلال ما اخذته من وجهه والطيب ما
(٥٩)