تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٥٧
عثمان بن عفان وامرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام وعبد الله بن المسعود وعبد الرحمن بن عوف وأبو حذيفة بن عتبة وامرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ومصعب بن عمير وأبو سلمة بن عبدالأسد وامرأته أم سلمة بنت أية أمية وعثمان بن مظعون وعامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي خيثمة وحاطب بن عمرو وسهل بن بيضاء رضي الله عنهم فخرجوا إلى البحر وأخذوا سفينة إلى أرض الحبشة بنصف دينار وذلك في رجب في السنة الخامسة من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الهجرة الأولى ثم خرج جعفر بن أبي طالب وتتابع المسلمون إليها وكان جميع من هاجر إلى الحبشة من المسلمين اثنين وثمانين رجلا سوى النساء والصبيان فلما علمت قريش بذلك وجعوا عمرو بن العاص وصاحبه بالهدايا إلى النجاشي وبطارقته ليردوهم إليهم فعصمه الله وذكرت القصة في سورة آل عمران في قوله تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم) إلى آخر الآية فلما انصرفا خائبين أقام المسلمون هناك بخير دار وأحسن جوار إلى أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلا أمره وذلك في سنة ستة للهجرة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي على يد عمرو بن أمية الضمري ليزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت قد هاجرا إليه مع زوجها فمات زوجها ويبعث إليه من عنده من المسلمين فأرسل النجاشي إلى أم حبيبة جارية يقال لها أبره تخبرها بخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها فأعطتها أوضاحا سرورا بذلك فأذنت خالد بن سعيد بن العاص حتى أنكحها على صداق أربعمائة دينار وكان الخاطب لرسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي رحمه الله فأنفذ إليها النجاشي أربعمائة دينار على يد أبرهه فلما جائتها بها أعطتها خمسين دينارا فردته وقالت أمرني الملك أن لاآخذ منك شيئا وقالت أنا صاحبة دهن الملك وثيابه وقد صدقت محمدا صلى الله عليه وسلم وآمنت به وحاجتي منك أن تقرئيه منك السلام قالت نعم قالت أبرهة وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بما عندهن من عود وعنبر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه عندها فلا ينكر قالت أم حبيبة فخرجنا إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فخرج من خرج إليه وأقمت بالمدينة حتى قدم إليه النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه وكان يسألني عن النجاشي قفرأت عليه من أبرهة السلام فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) يعني أبا سفيان مودة يعني بتزويج أم حبيبة ولما جاء أبا سفيان تزويج أم حبيبة قال ذلك الفحل لا يجدع أنفه وبعث النجاشي بعد قدوم جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه أزهى بن أصحمه بن أبجر في ستين رجلا من الحبشة وكتب إليه يا رسول الله أشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسملت لله رب العالمين وقد بعثت إليك ابني أزهى وإن شئت آتيك بنفسي فعلت والسلام عليك يا رسول الله فركبوا سفينة في أثر جعفر وأصحابه حتى إذا كانوا في وسط البحر غرقوا ووافى جعفر وأصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلا في ثياب الصوف منهم اثنان وستون من الحبشة وثمانية من أهل الشام فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يس إلى آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن وقالوا آمنا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى عليه السلام فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) يعني وفد النجاشي الذين قدموا مع جعفر وهم السبعون وكانوا أصحاب الصوامع وقال مقاتل والكلبي كانوا أربعين رجلا
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»