تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٥٥
سورة المائدة (76 79) الطعام وقيل هذا كنية عن الحدث وذلك أن من أكل وشرب لا بد له من البول والغائط ومن هذه صفته كيف يكون إلها ثم قال (أنظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون) أي يصرفون عن الحق سورة المائدة (76) (قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم) سورة المائدة (77) (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) أي لا تتجاوز الحد والعلو والتقصير كل واحد منهما مذموم في الدين وقوله (غير الحق) أي في دينكم المخالف للحق وذلك أنهم خالفوا الحق في دينهم ثم غلوا فيه بالإصرار عليه (ولا تتبعوا أهواء قوم) والأهواء جمع هوى وهو ما تدعو إليه شهوة النفس (قد ضلوا من قبل) يعني رؤساء الضلالة من فريقي اليهود والنصارى والخطاب للذين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم نهوا عن اتباع أسلافهم فيما إبتدعوه بأهوائهم (وضلوا كثيرا) يعني من اتبعهم على أهوائهم (وضلوا عن سواء السبيل) عن قصد الطريق أي بالإضلال فالضلال الأول من الضلالة والثاني بأضلال من اتبعهم سورة المائدة (78) (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود) يعني أهل أيلة لما اعتدوا في السبت وقال داوود عليه السلام اللهم العنهم واجعلهم أية فمسخوا قردة وخنازير (وعيسى ابن مريم) أي على لسان عيسى عليه السلام يعني كفار أصحاب المائدة لما لم يؤمنوا قال عيسى اللهم العنهم واجعلهم آية فمسخوا خنازير (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) سورة المائدة (79) (كانوا لا يتناهون عن ممنكر فعلوه) أي لا ينهى بعضهم بعضا (لبئس ما كانوا يفعلون) أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو الحسن محمد بن الحسين أنا أحمد بن محمد بن إسحاق أنا أبو يعلى الموصلي أنا وهب بن بقية أنا حالد يعني ابن عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم الخطيئة نهاه الناهي تعذيرا فإذا كان من الغد جالسه وآكله وشاربه كأن لم يره على الخطيئة بالأمس فلما رأى الله تبارك وتعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»