تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٥٨
سورة المائدة (83 87) اثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من أهل الشام وقال عطاء كانوا ثمانين رجلا أربعون من أهل نجران من بني الحرث بن كعب و اثنان وثلاثون من من الحبشة وثمانية روميون من أهل الشام وقال قتادة نتزلت في ناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى عليه السلام فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم صدقوه وآمنوا به فأثنى الله عز وجل بذلك عليهم (ذلك بأن منهم قسيسين) أي علماء قال قطرب القس والقسيسين العالم بلغة الروم (ورهبانا) الرهبان العباد أصحاب الصوامع واحدهم راهب مثل فارس وفرسان وراكب وركبان وقد يكون واحد وجمعه رهابين مثل قربان وقرابين (وأنهم لا يستكبرون) لا يتعظمون عن الايمان والاذعان للحق سورة المائدة (83) (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) محمد صلى الله عليه وسلم (ترى أعينهم تفيض) تسيل (من الدمع مما عرفوا من الحق) قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عطاء يريد النجاشي ولأصحابه قرأ عليهم جعفر بالحبشة كهيعص فما زالوا يبكون حتى فرغ جعفر من القراءة (يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين) يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم دليله قوله تعالى (لتكونوا شهداء على الناس) سورة المائدة (84) (وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق) وذلك أن اليهود عيروهم وقالوا لهم لم أمنت فأجابوهم بهذا (ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين) أي في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بيانه أن الأرض يرثها عبداي الصالحون سورة المائدة (85) (فأثابهم الله) أعطاهم الله (بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها) وإنما أنجح قولهم وعلق الثواب بالقول لاقترانه بالإخلاص بدليل قوله (وذلك جزاء المحسنين) يعني الموحدين المؤمنين وقوله (ترى عيونهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) يدل على أن الإخلاص والمعرفة بالقلب مع القول يكون إيمانا سورة المائدة (86) (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) سورة المائدة (87) قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات أحل الله لكم) الآية قال أهل التفسير ذكر النبي
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»