تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٥٤
سورة المائدة (72 75) سورة المائدة (72) (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) وهم الملكانية واليعقوبية منهم (وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للضالمين من أنصار) سورة المائدة (73) (لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة) يعني المرقوسية وفيه إضمار معناه ثالث ثلاثة الآلهة لأنهم يقولون الإلهية مشتركة بين الله تعالى ومريم عيسى وكل واحد من هؤلاء إله فهم ثلاثة آلهة يبين هذا قوله عز وجل للمسيح (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) ومن قال إن الله ثالث ثلاثة ولم يرد به الإلهية لا يكفر فإن الله يقول (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه ما ظنك باثنين الله ثالثهما ثم قال ردا عليهم (وما من إله إلا اله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن) ليصيبن (الذين كفروا منهم عذاب أليم) خص الذين كفروا لعلمه أن بعضهم يؤمنون سورة المائدة (74) (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه) قال الفراء هذا أمر بلفظ الاستفهام كقوله تعالى (فهل أنتم منتهون) أي انتهوا والمعنى أن الله يأمركم بالتوبة والاستغفار من هذا الذنب العظيم (والله غفور رحيم) سورة المائدة (75) (مما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت) مضت (من قبله الرسل) أي ليس هو بإله بل هو كالرسل الذين مضوا لم يكونوا آله (وأمة صديقه) أي كثيرة الصدق وقيل سميت صديقة لأنها صدقت بآيات الله كما قال غز وجل في وصفها (وصدقت بكلمات ربها) (كانا يأكلان الطعام) أي كانا يعيشان بالطعام والغذاء كسائر الآدميين فكيف يكون إلها من لايقيمه إلا أكل
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»