تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٦٢
سورة المائدة 90 91 يجوز لأنه بدني إنما يجوز بالإطعام أو الكسوة أو العتق كما يجوز تقديم الزكاة على الحول ولا يجوز تعجيل صوم رمضان قبل وقته وذهب قوم إلى أنه لا يجوز تقديم الكفارة على الحنث وبه قال أبو حنيفة رضي الله عنه قوله عز وجل (واحفظوا أيمانكم) قيل أراد به ترك الحلف أي لا تحلفوا وقيل هو الأصح أراد به إذا حلفتم فلا تحنثوا فالمراد منه حفظ اليمين الحنث هذا إذا لم يكن يمينه على ترك مندوب أو فعل مكروه فإن حلف على فعل مكروه أو ترك مندوب فالأفضل أن يحنث نفسه ويكفر لما أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا حجاج بن منهال أنا جرير بن حازم عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسال الإمارة فإنك إن أويتها عن مسألة وكلت إليها وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) سورة المائدة (90) قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) أي القمار (والأنصاب) يعني الأوثان سميت بذلك لأنهم كانوا ينصبوها واحدها نصب بفتح النون وسكون الصاد ونصب بضم النون مخففا ومثقلا (والأزلام) يعني الاقداح التي يستسقمون بها واحدها زلم وزلم (رجس) خبيث مستقذر (ومن عمل الشيطان) من تزينه (فاجتنبوه) رد الكناية إلى الرجس (لعلكم تفلحون) سورة المائدة (91) (أنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) أما العدواة في الخمر فإن الشاربين إذا سكروا عربدوا و تشاجروا كما فعل الأنصاري الذي شج سعد بن أبي وقاص بلحى الجمل وأما العداوة في الميسر قال قتادة كان الرجل يقامر على الأهل والمال ثم يبقى حزينا مسلوب الأهل والمال مغتاظا على خرقائه (ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة) وذلك أن من اشتغل بشرب الخمر والقمار الهاه ذلك عن ذكر الله وشوش عليه صلاته كما فعل باضياف عبد الرحمن بن عوف وتقدم رجل ليصلي بهم صلاة المغرب بعدما شربوا فقرا (قل يا أيها الكافرون) أعبد بحذف لا (فهل أنتم منتهون) اي انتهوا لفظة استفهام ومعناه امر كقوله تعالى (فهل أنتم شكرون)
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»