تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٥٦
سورة المائدة من (80 82) وجعل منهم القردة والخنازير ولعنهم على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم \ ح \ سورة المائدة (80) قوله تعالى (ترى كثيرا منهم) قيل من اليهود كعب بن الأشرف وأصحابه (يتولون الذين كفروا) مشركي مكة حين خرجوا إليهم يجيشون على النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن العباس ومجاهد المحسن منهم يعني من المنافقين يتولون اليهود (لبئس ما قدمت لهم أنفسهم) بئس ما قدموا من العمل لمعادهم في الآخرة (أن سخط الله عليهم) غضب الله عليهم (وفي العذاب هم خالدون) سورة المائدة (81) (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي) محمد صلى الله عليه وسلم (وما أنزل إليه) يعني القرآن (ما اتخذوهم) يعني الكفار (أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون) أي خارجون عن أمر الله سبحانه وتعالى سورة المائدة (82) قوله عز وجل (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) يعني مشركي العرب (ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى) لم يرد به جميع النصارى لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين وأسرهم وتخريب بلادهم وهدم مساجدهم وإحراق مصاحفهم لا ولا كرامة لهم بل الآية فيمن أسلم منهم مثل النجاشي وأصحابه وقيل نزلت في جميع اليهود وجميع النصارى لأن اليهود أقسى قلبا والنصارى ألين قلبا منهم وكانوا أقل مظاهرة للمشركين من اليهود قال أهل التفسير إئتمرت قريش أن يفتنوا المؤمنين عن دينهم فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يؤذونهم ويعذبونهم فافتتن من افتتن وعصم الله منهم من شاء ومنع الله تعالى رسوله بعمه أبي طالب فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بأصحابه ولم يقدر على منعهم ولم يؤمر بعد بالجهاد أمرهم بالخروج إلى أرض الحبشة وقال إن بها ملكا صالحا لا يظلم ولا يظلم عند أحد فأخرجوا إليه حتى يجعل الله للمسلمين فرجا \ ح \ وأراد به النجاشي واسمه أصحمه وهو بالحبشة عطية وإنما النجاشي اسم الملك كقولهم قيصر وكسرى فخرج إليهم سرا أحد عشر رجلا وأربع نسوة وهم
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»