تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٧
سورة يونس (51 56) أثم إذا ما وقع قيل معناه أهنالك وحينئذ وليس بحرف عطف إذا ما وقع نزل العذاب آمنتم به أي بالله في وقت اليأس وقيل امنتم به أي صدقتم بالعذاب وقت نزوله الآن فيه إضمار أي قال لكم آلآن بؤمنون حين وقع العذاب وقد كنتم به تستعجلون تكذيبا واستهزاء قرأ ورش عن نافع الآن بحذف الهمزة التي بعد اللام الساكنة وإلقاء حركتها على اللام ويمد الهمزة الأولى على وزن عالان وكذلك الحرف الآخر وروى زمعة بن صالح الان على مثل علان بغير مد ولا همزة بعد الألم وقرأ الباقون الان بهمزة ممدودة في الأول وإثبات همزة بعد اللام وكذلك قالون وإسماعيل عن نافع ثم قيل للذين ظلموا أشركوا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون في الدنيا ويستنبؤنك أي يستخبرونك يا محمد أحق هو أي ما تعدنا من العذاب وقيام الساعة قل إي وربي أي نعم وربي إنه لحق لا شك فيه وما أنتم بمعجزين أي بفائتين من العذاب لأن من عجز عن شيء فقد فاته ولو أن لكل نفس ظلمت أي أشركت ما في الأرض لافتدت به يوم القيامة والافتداء ههنا بذل ما ينجو به من العذاب وأسروا الندامة قال أبو عبيدة معناه أظهروا الندامة لأنه ليس ذلك اليوم يوم تصبر وتصنع وقيل معناه أخفوا أي أخفي الرؤساء الندامة من الضعفاء خوفا من ملامتهم وتعبيرهم لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط فرغ من عذابهم وهم لا يظلمون إلا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون هو يحي ويميت وإليه ترجعون
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»