تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٨
سورة يونس (57 60) قوله تعالى يا أيها الناس قد جائتكم موعظة تذكرة من ربكم وشفاء لما في الصدور أي دواء لما في الصدور من داء الجهل وقيل لما في الصدور أي شفاء لعمى القلوب والصدر موضع القلب وهو أعز موضع في الانسان لجوار القلب وهدى من الضلالة ورحمة للمؤمنين والرحمة هي النعمة على المحتاج فإنه لو اهدى ملك إلى ملك شيئا لا يقال قد رحمه وإن كان ذلك نعمة فإنه لم يضعها في محتاج قوله تعالى قد بفضل الله وبرحمته قال مجاهد وقتادة فضل الله الإيمان ورحمته القرآن وقال أ [و سعيد الخدري فضل الله القرآن ورحمته أن جعلنا من أهله وقال ابن عمر فضل اله الإسلام رحمته تزيينه في القلب وقال خالد بن معدان فضل الله الإسلام ورحمته السنن وقيل فضل الله الإيمان ورحمته الجنة فبذلك فليفرحوا أي ليفرح المؤمنون أن جعلهم الله من أهله هو خير مما يجمعون أي مما يجمعه الكفار من الأموال وقيل كلاهم خير عن الكفار وقيل عن المؤمنين وقرأ أبو جعفر وابن عامر فليفرحوا بالياء وتجمعون بالتاء وقرأ يعقوب كلاهما بالتاء ووجه هذه القراءة أن المراد فبذلك فليفرح المؤمنون فهو خير مما يجمعونه من الأموال مختلف عنه خطابا للمؤمنين قل يا محمد لكفار مكة أرأيتم ما أنزل الله لمم من رزق عبر عن الخلق بالإنزال لأن ما في الأرض من خير فما أنزل الله من رزق من زرع وضرع فجعلتم منه حراما وحلالا هو ما حرموا من الحرث ومن الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة الحامي قال الضحاك هو قوله تعالى وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا قل الله أذن لكم في هذا التحريم والتحليل أم بل على الله تفترون وهو قولهم والها أمرنا بها وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة أيحسبون أن الله لا يؤاخذهم به ولا يعاقبهم عليه إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»