تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٨
سورة يونس (94 98) قوله تعالى فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك يعني القرآن فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك فيخبرونك أنك مكتوب عندهم في التوراة قيل هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره على عادة العرب فإنهم يخاطبون الرجل ويريدون به غيره كقوله تعالى يا أيها النبي اتق الله خاطب للنبي صلى الله عليه وسلم المراد به المؤمنون بدليل أنه قال إن الله كان بما تعملون خبيرا ولم يقل بما تعمل وقال يا أيها النبي إذا طلقتم النساء وقيل كان الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين مصدق ومكذب وشاك فهذا الخطاب مع أهل الشك معناه إن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان رسولنا محمد فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال ابن عباس ومجاهد والضحاك يعني من آمن من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه فسيشهدون على صدق محمد صلى الله عليه وسلم ويخبرونك بنبوته قال افراء علم الله سبحانه وتعالى أن رسوله غير شاك لكنه ذكره على عادة العرب يقول الواحد منهم لعبد إن كنت عبدي فأطعني ويقول لولده افعل كذا وكذا إن كنت ابني ولا يكون بذلك على وجه الشك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين من الشاكين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين وهذا كله خطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد منه غيره قوله تعاى لي إن الذين حقت عليهم وجبت علهيم كلمة ربك قيل لعنته وقال قتادة سخطه وقيل الكلمة هي قوله هؤلاء في النار ولا أبالي لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية دلالة حتى يروا العذاب الأليم قال الأخفش أنت فعل كل لأانه مضاف إلى المؤنث وهي قوله آية ولفظ كل للمذكر والمؤنت سواء قوله تعالى فلولا كانت فهلا كانت قرية ومعناه فلم تكن قرية لأن في الاستفهام ضربا من الجحد أي أهل قرية آمنت عند معاينة العذاب فنفعها إيمانها في حال اليأس
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»