تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٢
سورة يونس (29 32) وشركاؤكم يعني الأوثان معناه ثم نقول للذين أشركوا الزموا أنتم وشركاؤكم مكانكم ولا تبرحوا فزيلنا ميزنا وفرقنا بينهم أي بين المشركين وشركائهم وقطعنا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا وذلك حين يتبرأ كل معبود من دون الله ممن عبده وقال شركاؤهم يعني الأصنام ما كنتم إيانا تعبدون بطلبتنا فيقولون بلى كنا نعبدكم فتقول الأصنام فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين أي ما كنا عن عبادتكم إيانا إلا غافلين ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل قال الله تعالى هنالك تبلوا أي تختبر وقيل معناه تعلم وتقف عليه وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب تتلو بتائين أي تقرأ كل نفس صحيفتها وقيل معناه تتبع كل نفس ما أسلفت ما قدمت من خير أو شر وقيل معناه تعاين وردوا إلى الله إلى حكمه فيتفرد فيهم بالحكم مولاهم الحق الذي يتولى ويملك أمرهم فإن قيل أليس قد قال وأن الكافرين لا مولى لهم قيل المولى هناك هو الناصر وههنا بمعنى المالك وضل عنهم زال عنهم وبطل ما كانوا يفترون في الدنيا من التكذيب قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والأرض أي من السماء بالمطر ومن الأرض بالنبات أم من يملك السمع والأبصار أي من إعطائكم السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج أمليت من الحي يخرج الحي من النطفة والنطفة من الحي ومن يدبر الأمر أي يقضي الأمر فسيقولون الله هو الذي يفعل هذه الأشياء فقل أفلا تتقون أفلا تخافون عقابه في شرككم وقيل أفلا تتقون الشرك مع هذا الإقرار فذلكم الله ربكم الذي يفعل هذه الأشياء هو ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون أي فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرون به
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»