تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٦
سورة يونس (46 50) قوله تعالى وإما نرينك بعض الذي نعدهم يا محمد في حياتك من العذاب أو نتوفينك قبل تعذيبهم فإلينا مرجعهم في الآخرة ثم الله شهيد على ما يفعلون فيجزيهم به ثم بمعنى الواو تقديره والله شهيد قال مجاهد فكان البعض الذي أراه قتلهم ببدر وسائر أنواع العذاب بعد موتهم قوله عز وجل وللك مة خلت رسول فإذا جاء رسولهم وكذبوه قضي بينهم بالقسط أي عذبوا ف الدنيا وأهلكوا بالعذاب يعني قبل مجيء الرسول لا ثواب ولا عقاب وقال مجاهد ومقاتل فإذا جاء رسولهم الذي أرسل إليهم يوم القيامة قضي بينه وبينهم بالقسط وهم لا يظلمون لا يعذبون بغير ذنب ولا يؤاخذون بغير حجة ولا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم ويقولون أي المشركون متى هذا الوعد الذي تعدنا يا محمد من العذاب وقل قيام الساعة إن كنتم صادقين أنت يا محمد وأتباعك قل لا أملك لنفس لا أقدر لها على شيء ضرا ولا نفعا أي دفع ضر ولا جلب نفع إلا ما شاء الله أن أملكه لك لأمة أجل مدة مضروبة إذا جاء أجلهم وقت فناء أعمارهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون أي لا يتأخرون ولا يتقدمون قوله تعالى قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا ليلا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون أي ماذا يستعجل من الله المشركون وقيل ماذا يستعجل من العذاب المجرمون وقد وقعوا فيه وحقيقة المعنى أنهم كانوا يستعجلون العذاب فيقولون اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فيقول الله تعالى ما يستعجل يعني ليس يعلم المجرمون ماذا يستعجلون ويطلبون كالرجل يقول لغيره وقد فعل قبيحا ماذا جنيت على نفسك
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»