تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٤
سورة يونس (37 40) قوله تعالى (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا) منهم يقولون إن الأصنام آلهة وإنها تشفع لهم في الآخرة ظنا منهم لم يرد به كتاب ولا رسول وأراد بالأكثر جميع من يقول ذلك (إن الظن لا يغني من الحق شيئا) أي لا يدفع عنهم من عذاب الله شيئا وقيل يقوم مقام العلم (إن الله عليم بما يفعلون) 37 قوله تعالى (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله) قال الفراء معناه وما ينبغي لمثل هذا القرآن أن يفترى من دون الله كقوله تعالى (وما كان لنبي أن يغل) وقيل (أن) بمعنى اللام أي وما كان هذا القرآن ليفترى من دون الله قوله (ولكن تصديق الذي بين يديه) أي بين يدي القرآن من التوراة والإنجيل وقيل تصديق الذي بين يدي القرآن من القيامة والبعث (وتفصيل الكتاب) تبيين ما في الكتاب من الحلال والحرام والفرائض والأحكام (لا ريب فيه من رب العالمين) 38 (أم يقولون) قال أبو عبيدة (أم) بمعنى الواو أي ويقولون (افتراه) اختلق محمد القرآن من قبل نفسه (قل فأتوا بسورة مثله) شبه القرآن (وادعوا من استطعتم) ممن تعبدون (من دون الله) ليعينوكم على ذلك (إن كنتم صادقين) أن محمدا افتراه ثم قال 39 (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) يعني القرآن كذبوا به ولم يحيطوا بعلمه (ولما يأتهم تأويله) أي عاقبة ما وعد الله في القرآن أنه يؤول إليه أمرهم من العقوبة يريد أنهم لم يعلموا ما يؤول إليه عاقبة أمرهم (كذلك كذب الذين من قبلهم) أي كما كذب هؤلاء الكفار بالقرآن كذلك كذب الذين من قبلهم من كفار الأمم الخالية (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) آخر أمر المشركين بالهلاك 40 (ومنهم من يؤمن به) أي من قومك من يؤمن القرآن (ومنهم من لا يؤمن به) لعلم الله السابق فيهم (وربك أعلم بالمفسدين) الذين لا يؤمنون
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»