تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٦
سورة يونس (12 14) كما يحبون استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم قرأ ابن عامر ويعقوب لقضى بفتح القاف والضاد أجلهم نصب أي لأهلك من دعى عليه وأماته وقال الآخرون لقضي بضم القاف وكسر الضاد أجلهم رفع أي لفرغ من هلاكهم وماتوا جميعا وقيل إنها نزلت في النضر بن الحارث حين قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء يدل عليه قوله عز وجل فنذر الذين لا يرجون لقاءنا لا يخافون البعث والحساب في ظغيانهم يعمهون أخبرنا أحمد بن عبد الله الصلاحي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار أنبأنا أحمد بن منصور الزيادي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فيصدر مني ما يصدر من البشر فأي المؤمنين آذنته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة قوله تعالى وإذا مس الإنسان الضر الجهد والشدة دعانا لجنبه أي على جنبه مضطجعا أو قاعدا أو قائما يريد في جميع حالاته لأن الإنسان لا يعدو إحدى هذه الحالات فلما كشفنا دفعنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه أي استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء كأنه لم يدعنا إلى ضر مسه أي لم يطلب منا كشف ضر مسه كذلك زين للمسرفين المجاوزين الحد في الكفر والمعصية ما كانوا يعلمون من العصيان قال ابن جريج كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون من الدعاء عند البلاء وترك الشكر عند الرخاء وقيل معناه كما زين لكم أعمالكم كذلك زين للمسرفين الذين كانوا من قبلكم أعمالهم قوله عز وجل ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا أشركوا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك أي كما أهلكناهم بكفرهم نجزي نعاقب ونهلك القوم المجرمين الكافرين بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم يخوف كفار مكة بعذاب الأمم الخالية المكذبة ثم جعلناكم خلائف أي خلفاء في الأرض من بعدهم أي من بعد القرون التي أهلكناهم لننظر كيف تعملون وهو أعلم بهم وروينا عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»