سورة يونس (71 73) قوله تعالى واتل عليهم نبأ نوح أي اقرأ يا محمد على أهل مكة خبر نوح إذ قال لقومه وهم ولد قابيل يا قوم إن كان كبر عليكم عظم وثقل عليكم مقامي طول عمري ومكثي فيكم وتذكري ووعظي إياكم بآيات الله بحججه وبيناته فعزمتم على قتلي وطردي فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم أي احكموا أمركم واعزموا عليه وشركاءكم أي وادعوا شركاءكم أي آلهتكم فاستعينوا بها لتجتمع معكم وقال الزجاج معناه فأجمعوا أمركم مع شركائكم فما ترك مع انتصب وقرأ يعقوب وشركاؤكم رفع أي فأجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم وقرأ رؤيس عن يعقوب فاجمعوا بوصل الألف وفتح الميم والوجه من جمع يجمع والمراد فاجمعوا ذوي أمركم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقام هو المعنى اجمعوا رؤساءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة أي خفيا مبهما من قولهم عم الهلال على الناس أي أشكل عليهم وخفي ثم اقضوا إلي أي أمضوا ما في أنفسكم وافرغوا منه يقال قضى فلان إذا مات ومضى وقضى دينه إذا فرغ منه وقيل معناه توجهوا إلي بالقتل والمكروه وقيل فاقضوا ما أنتم قاضون وهذا مثل قول السحرة لفرعون فاقض ما أنت قاض أي اعمل ما أنت عامل ولا تنظرون ولا تؤخرون وهذا على طريق التعجيز أخبر الله عن نوح أنه كان واثقا بنصر الله تعال غير خائف من كيد قومه علما منه بأنهم وآلهتهم ليس إليهم نفع ولا ضر إلا أن يشاء الله فإن تولينم أعرضتم عن قولي وقبول نصحي فما سألتكم على تبليغ الرسالة والدعوة من أجر من جعل وعوض إن أجرى ما أجرى وثوابي إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين أي من المؤمنين وقيل من المستسلمين لأمر الله فكذبوه يعني نوحا فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف أي جعلنها الذين معه في الفلك سكان الأرض خلفاء عن الهالكين وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين أي آخر أمر الذين أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا
(٣٦٢)