تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٣
سورة يونس (33 35) كذلك قال الكلبي هكذا حقت وجبت كلمة ربك حكمه السابق على الذين فسقوا كفرا أنهم لا يؤمنون قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر كلمات ربك بالجمع ههنا موضعين وفي المؤمن والآخرون على التوحيد قوله قل هل من شركائكم أوثانكم من يبدؤا الخلق ينشئ الخلق من غير أصل ولا مثلا ثم يعيده ثم يحييه من الموت كهيئته فإن أجابوك وإلا ف قل أنت الله يبدؤا الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون أي تصرفون عن قصف السيل قل هل من شركائكم من يهدي يرشد إلى الحق فإذا قالوا لا ولا بد لهم من ذلك قل الله يهدي للحق أي إلى الحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى قرأ حمزة والكسائي ساكنة الهاء خفيفة الدال وقرأ الآخرون بتشديد الدال ثم قرأ أبو جعفر وقالون بسكون الهاء وأبو عمرو يروم الهاء بين الفتح والسكون وقرأ حفص بفتح الياء وكسر الياء وأ [و بكر بكسهرما والباقون بفتحهما ومعناه يهدي في جميعها فمن خالف الدال قال يقال هديته فهدي أي اهتدى ومن شدد الدال أدغم التاء في الدال ثم أبو عمرو يروم على مذهبه في إيثار التخفيف ومن سكن الهاء تركها على حالتها كما فعل في تعدوا ويخصمون ومن فتح الهاء نقل فتحة الهاء المدغمة إلى الهاء ومن كسر الهاء فلالتقاء الساكنين وقال الجزم يحرك إلى الكسر ومن كسر الياء مع الهاء أتبع الكسر إلى الكسرة قوله تعالى إلا أن يهدى معنى الآية الله البذي يهدي إلى الحق أحق بالاتباع أم الصنم الذي لا يهتدي إلا أن يهدى فإن قيل كيف قال إلا أن يهدى والصنم لا يتصور أن يهتدي ولا أن يهدى قيل معنى الهداية في حق الأصنام الانتقال أي أنها لا تنتقل من مكان إلى مكان إلا أن تحمل وتنقل بين به عجز الأصنام وجواب آخر وهو أن ذكر الهداية على وجه المجاز وذلك أن المشركين لما اتخذوا الأصنام آلهة وأنزلوها منزلة من يسمع ويعقل عبر عنها بما يعبر عمن يعلم ويعقل ووصفت بصفة من يعقل فما لكم كيف تحكمون كيف تقضون حين زعمتم أن الله شريكا
(٣٥٣)
مفاتيح البحث: سورة يونس (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»