سورة يونس (41 45) وإن كذبوك يا محمد فقل لي علي وجزاؤه ولكم عملكم وجزاؤه أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون هذا كقوله تعالى لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لكم دينكم ولي دين قال الكلبي ومقاتل هذه الآية منسوخة بآية الجهاد ثم أخبر أن التوفيق للإيمان به لا بغيره فقال ومنهم من يستمعون إليك بأسماعهم الظاهرة فلا ينفعهم أفأنت تسمع الصم يريد صمم القلب ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر إليك بأبصارهم الظاهرة أفأنت تهدي العمي يريد عمى القلب ولو كانوا لا يبصرون وهذا تسلية من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم يقول إنك لا تقدر أن تسمع من سلبته السمع ولا أن تهدي من سلبته البصر ولا أن توفق للإيمان من حكمت عليه أن لا يؤمن إن الله لا يظلم الناس شئيا لأنه في جميع أفعاله متفضل عادل ولكن الناس أنفسهم يظلمون بالكفر والمعصية قرأ حمزة والكسائي ولكن الناس بتخفيف نون لكن ورفع الناس وقرأ الباقون ولكن الناس بتشديد نون لكن ونصب الناس قوله تعالى ويوم يحشرهم قرأ حفص بالياء والآخرون بالنون كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار قال الضحاك كأن لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من النهار وأقل ابن عبسا كأن لم يلبثوا في قبورهم إلا قدر ساعة من النهار يتعارفون بينهم يعرف بعضهم بعضا حين بعثوا من القبور كمعرفتهم في الدنيا ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا أهوال القيامة وفي بعض الآثار أن الإنسان يعرف يوم القيامة من بجنبه ولا يكلمه هيبة وخشية قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين والمراد من الخسران خسران النفس ولا شيء أعظم منه
(٣٥٥)