تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٧
سورة يونس (91 93) بكسر الألف أي آمنت وقلت إنه وقرأ الآخرون أنه بالفتح على وقوع آمنت عليها وإضمار حرف الجر أي آمنت بأنه فحذف الباء وأوصل الفعل بنفسه فهو في موضع النصب لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فدس جبريل في فيه من حمأة البحر وقال آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين وروي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أغرق الله فرعون قال آمنت أنه لا إله إلا الذين آمنت به بنو إسرائيل فقال جبريل عليه السلام يا محمد فلو رأيتني وأنا آخ من حال البحر فأدسه فيه فيه مخافة أن تدركه الرحمة فلما أخبر موسى قومه بهلاك فرعون وقومه قالت بنو إسرائيل ما مات فرعون فأمر الله البحر فألقى فرعون على الساحل أحمر قصيرا كأنه ثور فرآه بنو إسرائيل فمن ذلك الوقت لا يقبل الماء ميتا أبدا فذلك قوله فاليوم ننجيك أي نلقيك على نجوة من الأرض وهي المكان المرتفع وقرأ يعقوب ننجيك بالتخفيف ببدنك بجسدك لا روح فيه وقيل ببدنك بدرعك وكان له درع مشهور مرصع بالجواهر فرأوه في درعه فصدقوا موسى لتكون لمن خلفك آية عبرة وعظة وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ولقد بوأنا بني إسرائيل أنزلنا بني إسرائيل بعد هلاك فرعون مبوأ صدق منل صدق يعني مصر وقيل الأردن وفلسطين وهي الأ ض المقدسة التي كتب الله ميراثا لإبراهيم وذريته قال الضحاك هي مصر والشام ورزقناهم من الطيبات الحالالات فما اختلفوا يعني اليهود الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قفي تصديقه وأنه نبي حتى جاءهم العلم يعني القرآن والبيان بأنه رسول الله صدق ودينه حق وقيل حتى جاءهم معلومهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يعلمونه قبل خروجه فالعلم بمعنى المعلوم كما يقال لمخلوق خلق قال الله تعالى هذا خلق الله ويقال هذا الدرهم ضرب الأمير أي مضروبه إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون من الدين
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»