سورة يونس (8 11) والطمع ورضوا بالحياة الدنيا فاختاروها وعملوا لها واطمأنوا بها سكنوا إليها والذين هم عن آياتنا غافلون أي عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن آياتنا عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن غافلون معرضون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون من الكفر والتكذيب قوله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم فيه إضمار أي يرشدهم ربهم بإيمانهم إلى جنة تجري من تحتهم الأنهار قال مجاهد يهديهم على الصراط إلى الجنة يجعل لهم نورا يمشون به وقيل يهديهم معناه يثيبهم ويجزيهم وقيل معناه بإيمانهم يهديهم ربهم لدينه أي بتصديقهم هداهم تجري من تحتهم الأنهار أي بين أيديهم كقوله عز وجل قد جعل ربك تحتك سريا لم يرد به أنه تحتها وهي قاعدة عليه بل أراد بين يديها وقيل تجري من تحتهم أي بأمرهم في جنات النعيم دعواهم أي قولهم وكلامهم وقيل دعاؤهم فيها سبحانك اللهم وهي كلمة تنزيه تنزه الله من كل سوء وروينا أن أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس قال أهل التفسير هذه الكلمة علامة بين أهل الجنة والخدم في الطعام فإذا أرادوا الطعام قالوا سبحانك اللهم فأتوهم في الوقت بما يشتهون على الموائد كل مائدة ميل في ميل على كل مائدة سبعون ألف صحفة وفي كل صحفة لون من الطعام لا يشبه بعضها بعضا فإذا فرغوا من الطعام حمدوا الله فذلك قوله تعالى وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين قوله تعالى وتحيتهم فيها سلام أي يحي بعضهم بعضا بالسلام وقيل تحية الملائكة لهم بالسلام وقيل تأتيهم الملائكة من عند ربهم بالسلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين يريد يفتتحون كلامهم بالتسبيح ويختمونه بالتحميد قوله عز وجل ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير قال ابن عباس هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده لعنكم الله ولا بارك فيكم قال قتادة هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وماله بما يكره أن يستجاب معناه لو يعجل الله الناس إجابة دعائهم في الشر والكروه استعجالهم بالخير أي
(٣٤٥)