سورة يونس (26 28) قوله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة أي للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة وزيادة وهي النظر إلى وجه الله الكريم هذا قول جماعة من الصحابة منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحذيفة وأبو موسى وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم وهو قول الحسن وعكرمة وعطاء ومقاتل والضحاك والسدي أخبرنا أبو سعيد أحمد بن العباس الحميدي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم إملاء حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصنعاني حدثنا الأ ود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت يعني البناني عن عبد الرحمن بن أ [ي ليلى عن صهيب رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال إذا جخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى ناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه قالوا ما هذا الموعد ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال فيرفع الحجاب فينظرون إلى وجه الله عز وجل قال فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إليه وروي عن ابن عباس أن الحسنى هي أن الحسنة بمثلها والزيادة هي التضعيف عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وقال مجاهد الحسنى حسنة مثل حسنة والزيادة هي التضعيف عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وقال مجاهد الحسنى حسنة مثل حسنة والزيادة المغفرة والرضوان ولا يرهق لا يغشى وجوههم قتر غبار جمع قترة قال ابن عباس وقتادة سواد الوجه ولا ذلة هوان قال قتادة كآبة قال ابن أبي ليلى هذا بعد نظرهم إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها أي لهم مثلها كما قال ومن جاء بالسيئة فلا يجرزى إلا مثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم ومن صلة أي مالهم من الله عاصم كأنما أغشيت ألبست وجوههم قطعا جمع قطعة من الليل مظلما ننصبه على الحال دون النعت ولذلك لم يقل مظلمة تقديره قطعا من الليل في حال ظلمته أو قطعا من الليل المظلم وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب قطعا ساكنة الطاء أي بعضا كقوله بقطع من الليل أولئك أصحاب النار هم فهيا خالدون قوله تعالى ويو نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أي الزموا مكانكم أنتم
(٣٥١)