تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٤
سورة يونس (5 7) بكسر الألف على الاستئناف وقرأ أبو جعفر أنه بالفتح على معنى بأنه أو لأنه ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط بالعدل والذين كفروا لهم شراب من حميم ماء حار انتهى حره وعذاب أليم بما كانوا يكفرون هو الذي جعل الشمس ضياء بالنهار والقمر نورا بالليل وقيل جعل الشمس ذات ضياء والقمر ذا نور وقدره منازل أي قدر له يعني هيأ له لا يجاوزها ولا يقصر دونها ولم يقل قدرهما قيل تقدير المنازل ينصرف إليهما غير أنه اكتفى بذكر أحدهما كما قال والله ورسوله أحق أن يرضوه وقيل هو ينصرف إلى القمر خاصة لأن القمر يعرف به انقضاء الشهور والسنين لا بالشمس ومنازل القمر ثمانية وعشرون منزلا واسماؤها الشرطين والبطين والثرياء والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنسر والطوف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء والسماك والغفر والزاباني والإكليل والقلب والشولة والنعايم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلغ وسعد السعود وسعد الأخبية وفرغ الدلو المقدم وفرغ الدلو المؤخر وبطن الحوت وهذه المنازل مقسومة على البروج وهي اثنا عشر برجا الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت فلكل برج منزلان وثلث منزل فينزل القمر كل ليلة منزلا منها ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين وإن كان تسعا وعشرين فليلة واحدة فيكون تلك المنازل ويكون مقام الشمس في كل منزلة ثلاثة عشر يوما وثلث يوم فيكون انقضاء السنة مع انقضائها قوله تعالى لتعلموا عدد السنين أي] قدر المنازل لتعلموا عدد السنين دخولها وانقضاءها والحساب يعني حساب الشهور والأيام والساعات ما خلق الله ذلك رده إلى الخلق والتقدير ولو رده إلى الأعيان المذكورة لقال تلك إلا بالحق أي لم يخلقه باطلا بل اظهارا لصنعة ودلالة على قدرته يفصل الآيات لقوم يعلمون قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب يفصل بالياء لقوله ما خلق وقرأ الباقون نفصل بالنون على التعظيم إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون يؤمنون إن الذين لا يرجون لقاءنا أي لا يخافون عقابنا ولا يرجون ثوابنا والرجاء يكون بمعنى الخوف
(٣٤٤)
مفاتيح البحث: سورة يونس (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»