تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٣
سورة يونس (2 4) قوله تعالى أكان للناس عجبا العجب حالة تعتري الإنسان من رؤية شيء على خلاف العادة وسبب نزول الآية أن الله عز وجل لما بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا قال المشركون الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فقال تعالى أكان للناس يعني أهل مكة الألف فيه للتوبيخ عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم أن أنذر الناس أي أعلمهم مع التخويف وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم واختلفوا فيه قال ابن عباس أجرا حسنا بما قدموا من أعمالهم قال الضحاك ثواب صدق وقال الحسن عمل صالح أسلفوه يقدمون عليه وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال هو السعادة في الذكر الأول وقال زيد بن أسلم هو شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال عطاء مقام صدق لا زوال ولا بؤس فيه وقيل منزلة رفيعة وأضيف القدم إلى الصدق وهو نعته كقولهم مسجد الجامع وحب الحصيد وقال أبو عبيدة كل سابق في خير أو شر فهو عند العرب قدم يقال لفلان قدم في الإسلام وله عندي قدم صدق وقدم سوء وهو يؤنث فيقال قدم صالحة قال الكافرون إن هذا لساحر مبين قرأ نافع وأهل البصرة والشام لسحر بغير ألف يعنون القرآن وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة لساحر بالألف يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم قوله عز وجل إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر يقضيه وحده ما من شفيع إلا من بعد إذنه معناه أن الشفعاء لا يشفعون إلا بإذنه وهذا رد على النضر بن الحارث فإنه كان يقول إذا كان يوم القيامة تشفعني اللات والعزى قوله تعالى ذلكم الله ربكم يعني الذي فعل هذه الأشياء ربكم لا رب لكم سواه فاعبدوه أفلا تذكرون تتعظون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا صدقا لا خلف فيه نصب على المصدر أي وعدكم وعدا حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده أي يحييهم ابتداء ثم يميتهم ثم يحييهم قراءة العامة إنه
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»