سورة يونس (84 88) وقال موسى لمؤمني قومه يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا اعتمدنا ثم دعوا فقالوا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين أي لا تظهرهم علينا ولا تهلكنا بأيديهم فيظنوا أنا لم نكن على الحق فيزدادوا طغيانا وقال مجاهد لا تعذبنا بعذاب من عندك فيقول قوم فرعون لو كانوا على الحق لما عذبوا ويظنوا أنهم خير منا فيفتتنوا ونجنا برحمتك من القوم الكافرين قوله تعالى وأوحينا إلى موسى وأخيه هارون أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا يقال بوأ فلان لنفسه بيتا ومضجعا إذا اتخذه وبوأته أنا إذا اتخذته له واجعلوا بيوتكم قبلة قال أكثر المسرين كانت بنو إسرائيل لا يصلون إلا في كنائسهم وبيعهم وكانت ظاهر فلما أرسل موسى أمر فرعون بتخريبها ومنعهم من الصلاة فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم ويصلوا فيها خوفا من فرعون هذا قول إبراهيم وعكرمة عن ابن عباس وأقل مجاهد خاف موسى ومن معه من فرعون أن يصلوا في الكنائس الجامعة فأمروا في بيوتهم مساجد مستقبلة الكعبة يصلون فيها سرا معناه واجعلوا وجوه بيوتكم إلى القبلة وروى ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الكعبة قبلة موسى ومن معه وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين يا محمد قوله تعالى وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة من متاع الدنيا وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك اختلفوا في هذه اللام قيل هي لام كي معناه آتيتهم كي تفتنهم فيضلوا ويضلوا عن سبيلك كقوله لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه وقيل لام العاقبة يعني ليضلوا فيكون عاقبة أمرهم الضلال كقوله فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا قوله ربنا اطمس على أموالهم قال مجاهد أهلكها والطمس المحو وقال قتادة صارت أموالهم
(٣٦٥)