سورة يونس (18 21) ويعبدون من دون الله مالا يضرهم إن عصوه وتركوا عبادته ولا ينفعهم إن عبدوه يعني الأصنام ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله أتخبرون الله بما لا يعلم الله صحته ومعنى الآية أتخبرون الله أن له شريكا وعنده شفيعا بغير إذنه ولا يعلم الله لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون قرأ حمزة والكسائي تشركون بالتاءها هنا وفي سورة النحل موضعين وفي سورة الروم وقرأ الآخرون كلها بالياء قوله تعالى وما كان الناس إلا أمة واحدة أي على الإسلام وقد ذكرنا الاختلاف فيه في سورة البقرة فاختلفوا وتفرقوا إلى مؤمن وكافر ولولا كلمة سبقت من ربك بأن جعل لكل أمة أجلا وقال الكلبي هي إمهال هذه الأمة وأنه لا يهلكهم بالعذاب في الدنيا لقضي بينهم بنزول العذاب وتعجيل العقوبة للمكذبين وكان ذلك فصلا بينهم فيما فيه يختلفون وقال الحسن ولولا كلمة سبقت من ربك مضت في حكمه أنه لا يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه بالثواب والعقاب دون القيامة لقضي بينهم في فأدخل المؤمن الجنة والكافر النار ولكنه سبق من الله الأجل فجعل موعدهم يوم القيامة ويقولون يعني أهل مكة لولا أنزل عليه أي على محمد صلى الله عليه وسلم آية من ربه على ما نقترحه فقل إنما الغيب لله يعني قل إنما سألتموني الغيب وإنما الغيب لله لا يعلم أحد لم لم يفعل ذلك ولا يعلمه إلا هو وقيل الغيب نزول الآية لا يعلم متى ينزل أحد غيره فانتظروا نزولها إني معكم من المنظرين وقيل فانتظروا قضاء الله بيننا بالحق بإظهار المحق على المبطل قوله عز وجل وإذا أذقنا الناس يعني الكفار رحمة من بعد ضراء أي راحة ورخاء من بعد شدة وبلاء وقيل القطر بعد القحط مستهم أي أصابتهم إذا لهم مكر في
(٣٤٨)