تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٢
سورة التوبة (129) أي من أشرفكم وأفضلكم عزيز عليه شديد عليه ما عنتم قيل ما صلة أي عنتكم وهو دخول المشقة والمضرة عليكم وقال القتيبي ما أعنتكم وضركم وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما ضللتم وقال الضحاك والكلبي ما أتممتم حريص عليكم أي على إيمانكم وصلاحكم وقال قتادة حريص عليكم أي على ضالكم أن يهديه الله بالمؤمنين رؤوف رحيم قيل رؤوف بالمطيعين رحيم بالمذنبين فإن تولوا إن أعرضوا عن الإيمان وناصبوك فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم روي عن أبي بن كعب قال آخر ما نزل من القرآن هاتان الآيتانلقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر السورة وقال هما أحدث الآيات بالله عهدا سورة يونس سورة يونس عليه الصلاة والسلام مكية إلا ثلاث آيات من قوله فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم سورة يونس (1) الر والمر قرأ أهل الحجاز والشام وحفص بفتح الراء وقرأ الآخرون بالإمالة قال ابن عباس والضحاك الر أنا الله أرى والمر أنا الله أعلم وأرى وقال سعيد بن جبير الر وحم ون حروف اسم الرحمن وقد سبق الكلام في حروف التهجي تلك آيات الكتاب الحكيم أي هذه وأراد بالكتاب الحكيم القرآن وقيل أراد بها الآيات التي أنزلها من قبل ذلك ولذلك قال تلك وتلك إشارة إلى غائب مؤنث والحكيم المحكم بالحلال والحرام والحدود والأحكام فعيل بمعنى مفعل بدليل قوله كتاب أحكمت آياته وقيل هو بمعنى الحاكم فعيل بمعنى فاعل دليله قوله عز وجل وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس وقيل هو بمعنى المحكوم فعيل بمعنى المفعول قال الحسن حكم فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وبالنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي وحكم فيه بالجنة لمن أطاعه وبالنار لمن عصاه
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»