تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٤
سورة يونس (81 83) فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر قرأ أبو عمرو وأبو جعفر السحر بقطع الألف والمد على الاستفهام وما في هذه القراءة للاستفهام وليست بموصولة وهي مبتدأة وجئتم به خبرها والمعنى أي شيء جئتم به وقوله السر بدل عنها وقرأ الباقون ما جئتم به السحر بوصل الألف من غير مد وما في هذه القراءة موصولة بمعنى الذي وجئتم به صلتها وهي مع الصلة في موضع الرفع بالابتداء وقوله السر خبره أي الذي جئتم به السحر وتقوي هذه القراءة قراءة ابن مسعود ما جئتم به سحر بغير الألف واللام إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق اله الحق بكلماته بآياته ولو كره المجرمون فما آمن لموسى لم يصدق موسى مع ما آتاهم به من الآيات إلا ذرية من قومه اختلفوا في الهاء التي في قومه قيل هي راجعة إلى موسى وأراد بهم مؤمني بني إسرائيل الذين كانوا بمصر وخرجوا معه قال مجاهد كانوا أولاد الدين أرسل إليهم موصى من بني إسرائيل هلك الآباء وبقي الأبناء وقال الآخرون الهاء راجعة إلى فلعون وروي عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هم ناس يسير من قوم فرعون آمنوا أمنهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون وخازن فرعون وأمهاتهم من بني إسرائيل فجعل الرجل يتبع أمه وأخواله وقيل هم قوم نجوا من قتل فرعون وذلك أن فرعون لما أمر بقتل أبناء بني إسرائيل كانت المرأة من بني إسرائيل إذا ولدت ابنا وهبته لقبطية خوفا من القتل فنشئوا عند القبط واسلموا في اليوم الذي غلبت السحرة قال الفراء سموا ذرية لأن آباءهم كانوا من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل كما يقال لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم على خوف من فرعون وملئهم قيل أراد بفرعون آل فرعون أي على خوف من آل فرعون وملئهم كما قال واسئل القرية أي أهل القرية وقيل إنما قال وملئهم وفرعون واحد لأن الملك إذا ذكر يفهم منه هو وأصحابه كما يقال قدم الخليفة يراد هو ومن معه وقيل أراد ملأ الذرية فإن ملأهم كانوا من قوم فرعون أن يفتنهم أي يصرفهم عن دينهم ولم يقل يفتنوهم لأنه أخبر عن فرعون وكان قومه على مثل ما كان عليه فرعن وإن فرعون لعال لمتكبر في الأ ر ض وإنه لمن المسرفين المجاوزين الحد لأنه كانعبدا فادعى الربوبية
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»