تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
سورة التوبة (123 125) علم الطهارة والصلاة والصوم فعلى كل مكلف معرفته قال النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وكذلك كل عبادة أوجبها الشرع على كل واحد يجب عليه معرفتها ومعرفة علما مثل علم الزكاة إن كان له مال وعلم الحج إن وجب عليه وأما فرض الكفاية فهو أن يتعلم حتى يبلغ درجة الاجتهاد ورتبة الفتيا فإذا قعد أهل بلد عن تعلمه عصوا جميعا وإذا قام من كل بلد واحد بتعلمه سقط الفرض عن الآخرين وعليهم تقليده فيما يقع لهم من الحوادث روى أبو امامة قال قال رسول الله فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله فقيه واحد أشد على الشيطان من الف عابد قال الشافعي طلب العلم أفضل من صلاة النافلة قوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار الآية أمروا بقتال الأقرب فالأقرب إليهم في الدار والنسب قال ابن عباس رضي الله عنهما مثل بني قريظة والنضير وخيبر ونحوها وقيل أراد بهم الروم لأنهم كانوا سكان الشام وكان الشام أقرب إلى المدينة من العراق وليجدوا فيكم غلظة شدة وحمية قال الحسن صبرا على جهادهم واعلموا أن الله مع المتقين بالعون والنصرة قوله تعالى وإذا ما أنزلت سورة فمنهم ن يقول أيكم زادته هذه إيمانا يقينا كان المنافقون يقولون هذا استهزاء قال الله تعالى فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا يقينا وتصديقا وهم يستبشرون يفرحون بنزول القرآن وأما الذين في قلوبهم مرض شك ونفاق فزادتهم رجسا إلى رجسهم أي كفرهم فعند نزول كل سورة ينكرونها يزداد كفرهم بها قال مجاهد هذه الآية إشارة إلى الإيمان يزيد وينقص وكان عمر يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول تعالوا حتى نزداد إيمانا وقال علي بن أبي طالب إن الإيمان يبدو لمعة بيضاء في القلب فكلما ازداد الإيمان عظما ازداد ذلك البياض حتى يبيض القلب كله وإن النفاق يبدو لمعة سوداء في القلب فكلما ازداد النفاق ازداد السواد حتى يسود القلب كله وأيم
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»