تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٧
سورة يونس (15 17) قال ألا إن هذه الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون قوله عز وجل وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال قتادة يعني مشركي مكة وقال مقاتل هم خمسة نفر عبد الله ابن أمية المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبيد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر بن هشام قال الذين لا يردون لقاءنا ثم السابق ذكرهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن كنت تريد أن نؤمن بك إئت بقرآن غير هذا ليس قيه ترك عبادة اللات والعزى ومناة وليس فيه عيبها وإن لم ينزلها الله فل أنت من عند نفسك أو بدله فاجعل مكان آية عذاب آية رحمة أو مكان حراما حلالا أو مكان حلالا حراما قل لهم يا محمد ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي من قبل نفسي إن أتبع إلا ما يوحي إلي أي ما أتبع إلا ما يوحي إلي فيما آمركم به وأنهاكم عنه إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم يعني لو شاء الله ما أنزل القرآن علي ولا أدراكم به أي ولا أعلمكم الله قرأ البزي عن ابن كثير ولأدراكم به بالقصر به على الإنجاب يريد ولا علمكم به من غير قراءتي عليكم وقرأ ابن عباس ولا أنذرتكم به من الإنذار فقد لبثت فيكم عمرا حينا وهو أربعون سنة من قبله من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء أفلا تعقلون أنه ليس من قبلي ولبث النبي صلى الله عليه وسلم قيهم قبل الوحي أربعين سنة ثم أوحى الله إليه فأقام بمكة بعد الوحي ثلاثة عشرة سنة ثم هادر فأقام بالمدينة عشر سنين وتوفي وهو ابن ستين سنة والأول أشهر وأظهر قوله تعالى فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا فزعم أن له شريكا أو ولدا أو كذب بآياته بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وإنه لا يفلح المجرمون لا ينجو المشركون
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»