تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٧
التوبة (118 120) أحد منهم ولا يصلي علي وأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وسلم حين بقي الثلث الأخير من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة وكانت أم سلمة محسنة في شأني معينة في أمري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة تيب على كعب قالت أفلا أرسل إليه فأبشره قال إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة حتى إذا صلى صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر آذن بتوبة الله علينا قوله تعالى وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت اتسعت وضاقت عليهم أنفسهم غما وهما وظنوا أي تيقنوا أن لا ملجأ من الله لا مفزع من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا أي ليستقيموا على التوبة فإن توبتهم قد سبقت إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال نافع مع محمد وأصحابه وقال سعيد بن جبير مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقال ابن جريج مع المهاجرين لقوله تعالى للفقراء المهاجرين إلى قوله أولئك هم الصادقون وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مع الذين صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وأعمالهم وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك بإخلاص نية وقيل مع الذين صدقوا في الاعتراف بالذنب ولم يعتذروا بالأعذار الكاذبة وكان ابن مسعود يقرأ وكونوا مع الصادقين وقال ابن مسعود إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجز له إقرؤا إن شئتم هذه الآية قوله تعالى ما كان لأهل المدينة ظاهره خبر ومعناه نهي كقوله تعالى وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ومن حولهم من الأعراب سكان البوادي مزينة وجهينة وأشجع وأسلم وغفار أن يتخلفوا عن رسول الله إذا غزا ولا يرغبوا أي ولا أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه في مصاحبته ومعاونته والجهاد معه قال الحسن لا يرغبوا بأنفسهم
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»