تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٨
قبل دبر الحمار ويطاف بهما فجعلوا هذا مكان الرجم فقالت اليهود لابن صوريا ما أسرع ما أخبرته به وما كنا لما أثرنا عليك بأهل ولكنك كنت غائبا فكرهنا أن نغتابك فقال لهم إنه قد أنشدني بالتوراة ولولا خشية التوراة أن تهلكني لما أخبرته به فأمر بهما النبي صلى الله عليه وسلم فرجما عند باب مسجده وقال اللهم إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه فأنزل الله عز وجل (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم قال إن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها لآية الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله إرفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم قالوا أصدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما فقال عبد الله بن عمر فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة وقيل سبب نزول هذه الآية القصاص وذلك أن بني النضير كان لهم فضل على بني قريظة فقال بنو قريظة يا محمد إخواننا بنو النضير وأبونا واحد وديننا واحد ونبينا واحد وإذا قتلوا منا قتيلا لمم يقيدونا وأعطونا ديته سبعين وسقا ممن تمر وإذا قتلنا منهم قتلوا القاتل وأخذوا منا الضعف مائة وأربعين وسقا من تمر وإن كان القتيل امرأة قتلوا بها الرجل مننا وبالرجل منهم الرجلين منا وبالعبد حرا منا وجراحتنا على التضعيف ممن جراحاتهم فاقض بيننا وبينهما فأنزل الله تعالى هذه الآية والأول أصح لأن الآية الرجم قوله (ومن الذين هادوا سماعون للكذب) قيل اللام بمعنى إلى وقيل هي لام كي أي يسمعون لكي يكذبوا عليك واللام في قوله (لقوم) أي لأجل قوم آخرين لم يأتوك وهم أهل خيبر (يحرفون الكلم) جمع كلمة (ممن بعد مواضعه) أي ممن بعد وضعه مواضعه وإنما ذكر الكناية ردا على لفظ الكلم (يقولون إن أوتيتمم هذا فخذوه) أي إن أفتاكم محمد صلى الله عليه وسلم بالجلد والتحميم فاقبلوا (وأن لم تؤتوه فاحذروا ومن يردد الله فتنته) كفره وضلالته قال الضحاك هلاكه وقال قتادة عذابه (فلن تملك له من الله شيئا) فلن تقدر على دفع أمر الله فيه (أي للمنافقين واليهود فخزي المنافقين الفضيحة وهتك الستر بإظهار نفاقهم وخزي اليهود الجزية أو القتل أو السبي أو النفي ورؤيتهم ممن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيهم ما يكرهون (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) الخلود في النار سورة المائدة (42) (سماعون للكذب أكالون للسحت) قرأ ابن كثير وأبو جعفر وأهل البصرة والكسائي (للسحت)
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»