تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٩
سورة المائدة من (60 63) وأنتم تعلمون أنا على حق لأنكم فسقتم بأن أقمتم على دينكم لحب الرياسة وحب الأقوال ثم قال سورة المائدة (60) (قل) يا محمد (هل أنبئكم) أخبركم (بشر من ذلك) الذي ذكرتم يعني قولهم لم نر أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ولا دينا شرا من دينكم فذكر الجواب بلفظ الابتداء وإن لم يكون الابتداء شرا لقوله تعالى (أفأنبأكم بشر من ذلكم النار) (مثوبة) ثوابا وجزاء نصب على التفسير (عند الله من لعنه الله) أي هو من لعنه الله (وغضب عليه) يعني اليهود (وجعل منهم القردة والخنازير) فالقردة أصحاب السبت والخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام وروى عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الممسوخين كلاهم من أصحاب السبت فشبانهم مسخوا قردة ومشايخهم مسخوا خنازير (وعبد الطاغوت) أي جعل منهم من عبد الطاغوت أي أطاع الشيطان فيما 0 سول له وتصديقها قراءة ابن مسعود ومن عبدوا الطاغوت وقرأ حمزة (وعبد) بضم الباء (الطاغوت) بجر التاء أراد العبد وهما لغتان عبد بجزم الباء وعبد بضم الباء مثل سبع وسبع وقيل جمع العباد وقرأ الحسن وعبد الطاغوت على الواحد (أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل) عن طريق الحق سورة المائدة (61) (وإذا جاءوكم قالوا) يعني هؤلاء المنافقين وقيل هم الذين قالوا (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار وكفروا آخره) دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا (آمنا) بك وصدقناك فيما قلت وهم يسرون الكفر (وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به) يعني دخلوا كافرين وخرجوا كافرين (والله أعلم بما كانوا يكتمون) سورة المائدة (62) (وترى كثيرا منهم) يعني من اليهود (يسارعون في الاثم والعدوان) قيل الإثم المعاصي والعدوان الظلم وقيل الاثم ما كتموا من التوراة والعدوان ما زادوا فيها (وأكلهم السحت) الرشا (لبئس ما كانوا يعملون) سورة المائدة (63) (لولا) هلا (ينهاهم الربانيون والأحبار) يعني العلمء قيل لاربانيون علماء النصارى والأحبار علماء اليهود (عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون)
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»