تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٢
فأما أجر العافي فعلي الله عز وجل قال الله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) روى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو قول إبراهيم ومجاهد وزيد بن أسلم (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) سورة المائدة (46) (وقفينا على آثارهم) أي على آثار النبيين أسلموا (بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه) أي في الإنجيل (هدى ونور ومصدقا) يعني الإنجيل (لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين) سورة المائدة (47) (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) قرأ الأعمش وحمزة (وليحكم) بكسر اللام ونصب الميم أي لكي يحكم وقرأ الآخرون بسكون اللام وجزم الميم على الأمر قال مقاتل بن حيان أمر الله الربانيين والأحبار أن يحكموا بما أنزل الله في التوراة وأمر القسيسين والرهبان أن يحكموا بما في الإنجيل فكفروا وقالوا عزير ابن الله والمسيح ابن الله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) الخارجون عن أمر الله عز وجل سورة المائدة (48) قوله سبحانه وتعالى (وأنزلنا إليك) يا محمد (الكتاب) القرآن (بالحق مصدقا لمما بين يديه ممن الكتاب) أي من الكتب المنزلة من قبل (ومهيمنا عليه) روى الوالي عن ابن عباس رضي الله عنهما أي شاهدا عليه وهو قول مجاهد وقتادة والسدي والكسائي قال حسان إن الكتاب مهيمن لنبينا والحق يعرفه ذوو الألباب يريد شاهدا ومصدقا وقال عكرمة دالا وقال سعيد بن جبير وأبو عبيدة مؤتمنا عليه وقال الحسن أمينا وقيل أصله مؤيمن مفيعل ممن أمين كما قالوا مبيطر من البيطار فقلبت الهمزة هاء كما قالوا أرقت الماء وهرقته وإيهات وهيهات ونحوها ومعنى أمانة
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»