تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧
ميمون مات هارون قبل موت موسى عليه السلام في التيه وكانا قد خرجا إلى بعض الكهوف فمات هارون ودفنه موسى وانصرف إلى بني إسرائيل فقالوا قتلته لحبنا إياه وكان محببا في بني إسرائيل فتضرع موسى عليه السلام إلى ربه عز وجل فأوحى الله إليه ان انطلق بهم إلى قبره فإني باعثه فانطلق بهم إلى قبره فناداه موسى فخرج من قبره ينفض رأسه فقال أنا قتلتك قال لا ولكني مت قال فعد إلى مضجعك وانصرفوا وأما وفاة موسى عليه السلام قال ابن إسحاق كان موسى عليه الصلاة والسلام قد كره الموت وأعظمه فأراد الله أن يحبب أليه الموت فنبأ يوشع بن نون فكان يغدو ويروح عليه قال فيقول له موسى عليه السلام يا نبي الله ما أحدث الله أليك فيقول له يوشع يا نبي الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدث الله أليك حتى تكون أنت الذي تبتدىء به وتذكره ولا يذكر له شيئا فلما رأى ذلك كره موسى الحياة وأحب الموت أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال أخبرنا أبو هريرة ة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ملك الموت إلى موسى بن عمران فقال له أجب ربك قال فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها قال فرجع ملك الموت إلى الله تعالى فقال إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني قال فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدي فقل له الحياة تريد فغن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة قال ثم مه قال ثمم تموت قال فالآن من قريب رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر \ ح \ وقال وهب خرج موسى لبعض حاجته فمر برهط من الملائكة يحفرون قبرا لم ير شيئا قط أحسن منه ولا مثل ما فيه من الخضرة والنضرة والبهجة فقال لهم يا ملائكة الله لم تحفرون هذا القبر قال لعبد كريم على ربه فقال إن هذا العبد من الله له بمنزلة ما رأيت كاليوم مضجعا قط فقالت الملائكة يا صفي الله تحب إن يكون لك قال وددت قالوا فانزل واضطجع فيه وتوجه إلى ربك قال فاضطجع فيه وتوجه إلى ربه ثم تنفس أسهل تنفس فقبض الله تبارك وتعالى روحه ثم سوت عليه الملائكة وقيل أن ملك الموت أتاه بتفاحة من الجنة فشمها فقبض روحه وكان عمر موسى مائة وعشرين سنة فلما مات موسى عليه السلام وانقضت الأربعون سنة بعث الله يوشع نبيا فأخبرهم أن الله أمره بقتال الجبابرة فصدقوه فتوجه ببني إسرائيل إلى أريحا ومعه تابوت الميثاق فأحاط بمدينة أريحا ستة أشهر فلما كان السابع نفخوا في القرون وضج الشعب ضجة واحدة فسقط سور المدينة ودخلوا فقاتلوا الجبارين وهزموهم وهجموا عليهم يقتلونهم وكانت العصابة من بني إسرائيل يجتمعون على عنق الرجل يضربونها حتى يقطعونها فكان القتال يوم الجمعة فبقيت منهم بقية وكادت الشمس تغرب وتدخل ليلة السبت فقال اللهم أردد الشمس علي وقال للشمس إنك في طاعة الله سبحانه وتعالى وأنا في طاعته فسأل الشمس ان تقف والقمر أن يقيم حتى ينتقم من أعداء الله تعالى قبل دخول السبت فردت عليه الشمس وزيدت في النهار ساعة حتى قتلتهم
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»