القرآن ما قال ابن جريج القرآن أمين على ما قبله من الكتب فما أخبر أهل الكتاب عن كتابهم فإن كان في القرآن فصدقوا وإلا فكذبوا وقال سعيد بن المسيب والضحاك قاضيا وقال الخليل رقيبا وحافظا والمعاني متقاربة ومعنى الكل أن الكل كتاب يشهد بصدق القرآن فهو كتاب الله تعالى وإلا فلا (فاحكم) يا محمد (بينهم) بين أهل الكتاب إذا ترافعوا إليك (بما أنزل الله) تعالى بالقرآن (ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق أي لا تعرض عما جاءك من الحق ولا تتبع أهواءهم (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) قال ابن عباس والحسن ومجاهد أي سبيلا وسنة فالشرعة والمنهاج الطريق الواضح وكل ما شرعت فيه فهو شريعة وشرعة ومنه شرائع الإسلام لشروع أهلها فيها وأراد بهذا أن الشرائع مختلفة ولكل أهل ملة شريعة قال قتادة الخطاب للأمم الثلاث أمة موسى وأمه عيسى وأمه محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين فالتوراة شريعة والإنجيل شريعة والفرقان شريعة والدين واحد وهو التوحيد (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) أي ملة واحدة (ولكن ليبلوكم) ليختبركم (فيما آتاكم) من الكتب وبين لكم من الشرائع فيبين المطيع من العاصي والموافق من المخالف (فاستبقوا الخيرات) فبادروا إلى الأعمال الصالحة (إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) سورة المائدة (49) قوله عز وجل (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) إليك (ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) قال ابن عباس رضي الله عنهما قال كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس من رؤساء اليهود بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه فقالوا يا محمد قد عرفت أنا أحبار كككك أحبار اليهود وأشرافهم وأنا إن اتبعناك لم يخالفنا اليهود وإن بيننا وبين الناس خصومات فنحاكمهم إليك فاقض لنا عليهم نؤمن بك ويتبعنا غيرنا ولم يكن قصدهم الإيمان وإنما كان قصدهم التلبيس ودعوته إلى الميل في الحكم فأنزل الله عز وجل الآية (فإن تولوا) أي أعرضوا عن الإيمان والحكم بالقرآن (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) أي فاعلم أن إعراضهم من أجل أن الله يريد أن يعجل لهم العقوبة في الدنيا ببعض ذنوبهم (وإن كثيرا من الناس) يعني اليهود (لفاسقون) سورة المائدة (50) (أفحكم الجاهلية يبغون) قرأ ابن عامر تبغون بالتاء وقرأ الآخرون بالياء أي يطلبون (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
(٤٣)