تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٧
سورة التوبة (63 64) تخلفوا عن غزوة تبوك فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوه يعتذرون إليه ويحلفون فأنزل الله تعالى هذه الآية (يحلفون بالله ليرضوكم) (والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) 63 (ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله) يخالف الله ورسوله أن يكونوا في جانب واحد من الله ورسوله (فإن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم) أي الفضيحة العظيمة 64 (يحذر المنافقون) أي يخشى المنافقون (أن تنزل عليهم) أي تنزل على المؤمنين (سورة تنبئهم بما في قلوبهم) أي بما في قلوب المنافقين من الحسد والعداوة للمؤمنين كانوا يقولون فيما بينهم ويسرون ويخافون الفضيحة بنزول القرآن في شأنهم قال قتادة هذه السورة تسمى الفاضحة والمبعثرة والمثيرة أثارت مخازيهم ومثالبهم قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنزل الله تعالى ذكر سبعين رجلا من المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم ثم نسخ ذكر الأسماء رحمة للمؤمنين لئلا يعير بعضهم بعضا لأن أولادهم كانوا مؤمنين (قل استهزؤا إن الله مخرج) مظهر (ما تحذرون) قال ابن كيسان نزلت هذه الآية في اثني عشر رجلا من المنافقين وقفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على العقبة لما رجع من غزوة تبوك ليفتكوا به إذا هلاعا ومعهم رجل مسلم يخفيهم شأنه وتنكروا له في ليلة مظلمة فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدروا وأمره أن يرسل إليهم من يضرب وجوه رواحلهم وعمار بن ياسر يقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته وحذيفة يسوق به فقال لحذيفة اضرب وجوه رواحلهم فضربها حتى نحاها فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحذيفة من عرفت من القوم قال لم أعرف منهم أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم فلان وفلان حتى عدهم كلهم فقال حذيفة ألا تبعث إليهم فتقتلهم فقال أكره أن تقول العرب لما ظفر محمد وأصحابه أقبل يقتلهم بل يكفيناهم الله بالدبيلة أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن عيسى ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن أبي نصرة عن قيس بن عبادة قال قلنا لعمار أرأيتكم قتالكم أرأيا رأيتموه فإن الرأي يخطئ ويصيب أو عهدا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في أمتي قال شعبة وأحسبه قال حدثني حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في أمتي اثني عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»