سورة التوبة (86 90) 86 (وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم) ذوو الغنى والسعة منهم في القعود والتخلف (وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين) في رحالهم 87 (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) يعني النساء وقيل مع أدنياء الناس وسفلتهم يقال فلان خالفة قومه إذا كان دونهم (وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) 88 (لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات) يعني الحسنات وقيل الجواري الحسان في الجنة قال الله تعالى (فيهن خيرات حسان) جمع خيرة وحكى عن ابن عباس أن الخير لا يعلم معناه إلا الله كما قال جل ذكره (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) (وأولئك هم المفلحون) 89 قوله تعالى (وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم) الآية قرأ يعقوب ومجاهد (المعذرون) بالتخفيف وهم المبالغون في العذر يقال في المثل لقد أعذر من أنذر أي بالغ في العذر من قدم النذارة وقرأ الآخرون (المعذرون) بالتشديد أي المقصرون يقال عذر أي قصر وقال الفراء المعذرون المعتذرون أدغمت التاء في الذال ونقلت حركة التاء إلى العين وقال الضحاك المعذرون هم رهط عامر بن الطفيل جاؤوا رسول صلى الله عليه وسلم دفاعا عن أنفسهم فقالوا يا نبي الله إن نحن غزونا معك تغير أعراب طيء على حلائلنا وأولادنا ومواشينا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنبأني الله من أخباركم وسيغني الله عنكم وقال ابن عباس هم الذين تخلفوا بعذر بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقعد الذين كذبوا الله ورسوله) يعني المنافقين قال أبو عمر بن العلاء كلا الفريقين كان مسيئا قوم
(٣١٨)