سورة التوبة (75) وحسنت توبته (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) أي أظهروا الكفر بعد إظهار الإيمان والإسلام وقيل هي سب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل كلمة الكفر قول الجلاس لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير وقيل كلمة الكفر قولهم (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) وستأتي القصة في موضعها في سورة المنافقين (وهموا بما لم ينالوا) قال مجاهد هم المنافقون بقتل المسلم الذي سمع قولهم لنحن شر من الحمير لكي لا يفشيه وقيل هم اثنا عشر رجلا من المنافقين وقفوا على العقبة في طريق تبوك ليفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء جبريل عليه السلام وأمره أن يرسل إليهم من يضرب وجوه رواجلهم فأرسل حذيفة لذلك وقال السدي قالوا إذا قدمنا المدينة عقدنا على رأس عبد الله بن أبي تاجا فلم يصلوا إليه (وما نقموا) وما كرهوا وما أنكروا منهم (إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) وذلك أن مولى الجلاس قتل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بديته اثني عشر ألف درهم فاستغنى وقال الكلبي كانوا قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم في ضنك من العيش فلما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم استغنوا بالغنائم (فإن يتوبوا) من نفاقهم وكفرهم (يك خيرا لهم وإن يتولوا) يعرضوان عن الإيمان (يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا) بالحزي (والآخرة) أي وفي الآخرة بالنار (وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير) 75 قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن) الآية أخبرنا أبو سعيد الشريحي ثنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو عبد الله بن حامد الأصفهاني ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ثنا محمد بن نصر حدثني أبو الأزهر أحمد بن الأزهر ثنا مروان بن محمد بن شعيب ثنا معان بن رفاعة عن علي بن زيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي قال جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم أتاه بعد ذلك فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما لك في رسول الله أسوة حسنة والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت ثم أتاه بد ذلك فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فوالذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله ارزق ثعلبة مالا قال فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديا من أوديتها وهي تنمو كادود فكان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ويصلي في غنمه سائر الصلوات ثم كثرت ونمت حتى تباعد بها عن المدينة فصار
(٣١٢)