تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
سورة التوبة (70 72) 70 قوله تعالى (ألم يأتهم) يعني المنافقين (نبأ) خبر (الذين من قبلهم) حين عصوا رسلنا وخالفوا أمرنا كيف عذبناهم وأهلكناهم ثم ذكرهم فقال (قوم نوح) أهلكوا بالطوفان (وعاد) أهلكوا بالريح (وثمود) بالرجفة (وقم إبراهيم) بسلب النعمة وهلاك نمرود (وأصحاب مدين) يعني قوم شعيب أهلكوا بعذاب الظلة (والمؤتفكات) المنقلبات التي جعلنا عاليها سافلها وهم قوم لوط وقراهم (أتتهم رسلهم بالبينات) فكذبوهم وعصوهم كما فعلتم يا معشر الكفار فاحذروا تعجيل النقمة (فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) 71 قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) في الدين واجتماع الكلمة والعون والنصرة (يأمرون بالمعروف) بالإيمان والطاعة والخير (وينهون عن المنكر) عن الشرك والمعصية وما لا يعرف في الشرع (ويقيمون الصلاة) المفروضة (ويؤتون الزكاة) ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) 72 (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة) منازل طيبة (في جنات عدن) أي بساتين خلد وإقامة يقال عدن بالنكان إذا أقام به قال ابن مسعود هي بطنان الجنة أي وسطها قال عبد الله بن عمرو بن العاص إن في الجنة قصرا يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد وقال الحسن قصر من ذهب لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل وقال عطاء بن السائب عدن نهر في الجنة جناته على حافتيه وقال مقاتل والكلبي عدن أعلى درجة في الجنة وفيها عن التنسيم والجنان حولها محدقة بها وهي مغطاة من حين خلقها الله تعالى حتى ينزلها أهلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن شاء الله وفيها قصور الدر والياقوت والذهب فتهب ريح طيبة من تحت العرش فتدخل عليهم كثبان المسك الأذفر الأبيض (ورضوان من الله أكبر) أي رضا الله عنهم أكبر من ذلك
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»