سورة التوبة (61 62) واتفقوا على أنه إذا نقل من بلد إلى بلد آخر وادعى سقط الفرض عن ذمته إلا ما حكي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه رد صدقة حملت من خراسان إلى الشام إلى مكانها من خراسان 61 (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون ما لا ينبغي فقال بعضهم لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا فقال الجلاس ابن سويد منهم بل نقول ما شئنا ثم نأتيه فننكر ما قلنا ونحلف فيصدقنا بما نقول فإنما محمد أذن أي أذن سامعة يقال فلان أذن سامعة وأذنة على وزن فعلة إذا كان يسمع كل ما قيل له ويقبله وأصله من أذن يأذن أذنا إذا استمع وقيل هو أذن ذو أذن وأذن سامعة وقال محمد بن إسحاق بن يسار نزلت في رجل من المنافقين يقال له نبتل بن الحارث وكان رجلا ازنم ثائر شعر الرأس أحمر العينين أسقع الخدين مشوه الخلقة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث وكان ينم حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين فقيل له لا تفعل فقال إنما محمد أذن فمن حدثه شيئا صدقه فنقول ما شئنا ثم تأتيه ونحلف بالله فيصدقنا فأنزل الله تعالى هذه الآية قوله تعالى (قل أذن خير لكم) قرأ العامة بالإضافة أي مستمع خير وصلاح لكم لا مستمع شر وفساد وقرأ الأعشى والبرجمي عن أبي بكر (أذن خير لكم) مرفوعين منونين يعني أن يسمع منكم ويصدقكم خير لكم من أن يكذبكم ولا يقبل قولكم ثم كذبهم فقال (يؤمن بالله) أي لا بل يؤمن بالله (ويؤمن للمؤمنين) أي يصدق المؤمنين ويقبل منهم لا من المنافقين يقال أمنته وأمنت له بمعنى صدقته (ورحمة) قرأ حمزة (ورحمة) بالخفض على معنى أذن خير لكم وأذن رحمة وقرأ الآخرون (ورحمة) بالرفع أي هو أذن خير وهو رحمة (للذين آمنوا منكم) لأنه كان سبب إيمان المؤمنين (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) 62 (يحلفون بالله لكم ليرضوكم) قال قتادة والسدي اجتمع ناس من المنافقين فيهم الجلاس بن سويد ووديعة بن ثابت فوقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير وكان عندهم غلام من الأنصار يقال له عامر بن قيس فحقروه وقالوا هذه المقالة فغضب الغلام وقال والله إن يقول محمد حق وأنتم شر من الحمير ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعاهم وسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفوا أن عامرا كذاب وحلف عامر أنهم كذبة فصدقهم النبي صلى الله عليه وسلم فجعل عامر يدعو ويقول اللهم صدق الصادق وكذب الكاذب فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال مقاتل والكلبي نزلت في رهط من المنافقين
(٣٠٦)