تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٩
سورة التوبة (68 69) أي عن الإيمان والطاعة (ويقبضون أيديهم) أي يمسكونها عن الصدقة والإنفاق في سبيل الله ولا يبسطونها بخير (نسوا الله فنسيهم) تركوا طاعة الله فتركهم من توفيقه وهدايته في الدنيا ومن رحمته في الآخرة وتركهم في عذابه (إن المنافقين هم الفاسقون) (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم) كافيهم جزاء على كفرهم (ولعنهم الله) أبعدهم الله من رحمته (ولهم عذاب مقيم) دائم 69 (كالذين من قبلكم) أي فعلتم كفعل الذين من قبلكم بالعدول من أمر الله فلعنتم كما لعنوا (كانوا أشد منكم قوة) بطشا ومنعة (وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم) فتمتعوا أو انتفعوا بخلاقهم بنصيبهم من الدنيا باتباع الشهوات ورضوا به عوضا عن الآخرة (فاستمتعتم بخلاقكم) أيها الكفار والمنافقون (كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم) وسلكتم سبيلهم (وخضتم) في الباطل والكذب على الله تعالى وتكذيب رسله بالاستهزاء بالمؤمنين (كالذين خاضوا) أي كما خاضوا وقيل كالذي يعني كالذين خاضوا وذلك أن الذي اسم ناقص مثل (ما ومن) يعبر به عن الواحد والجمع نظيره قوله تعالى (كمثل الذي استوقد نارا) ثم قال (ذهب الله بنورهم) (أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون) أي كما حبطت أعمالهم وخسروا كذلك حبطت أعمالكم وخسرتم أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا أبو عمر الصنعاني من اليمن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهو والنصاري قال فمن وفي رواية أبي هريرة فهل الناس إلا هم وقال ابن مسعود رضي الله عنه أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»