سورة التوبة (2 3) الأمير ما أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ثنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى ألا لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال حميد بن عبد الرحمن ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فأمره أن يؤذن ببراءة قال أبو هريرة فأذن معنا على أهل منى يوم النحر ألا لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان 3 (وأذان) عطف على قوله (براءة) أي إعلام ومنه الأذان بالصلاة يقال أذنته فأذن أي أعلمته وأصله من الأذن أي أوقعته في أذنه (من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) اختلفوا في يوم الحج الأكبر روى عكرمة عن ابن عباس أنه يوم عرفة وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وابن الزبير وهو قول عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد ابن المسيب وقال جماعة هو يوم النحر روي عن يحيى بن الجزار قال خرج علي رضي الله عنه يوم النحر على بغلة بيضاء يريد الجبانة فجاءه رجل وأخذ بلجام دابته وسأله عن يوم الحج الأكبر فقال يومك هذا حل سبيلها ويروى ذلك عن عبد الله بن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة وهو قول الشعبي والنخعي وسعيد بن جبير والسدي وروى ابن جريج عن مجاهد يوم الحج الأكبر حين الحج أيام منى كلها وكان سفيان الثوري يقول يوم الحج الأكبر أيام منى كلها مثل يوم صفين ويوم الجمل ويوم بعاث يراد به الحين والزمان لأن هذه الحروب دامت أياما كثيرة وقال عبد الله بن الحارث بن نوفل يوم الحج الأكبر الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول ابن سيرين لأنه اجتمع فيه حج المسلمين وعيد اليهود والنصارى والمشركين ولم يجتمع قبله ولا بعده واختلفوا في الحج الأكبر فقال مجاهد الحج الأكبر القران والحج الأصغر إفراد الحج وقال الزهري والشعبي وعطاء الحج الأكبر الحج والحج الأصغر العمرة قيل لها الأصغر لنقصان أعمالها قوله تعالى (أن الله بريء من المشركين ورسوله) أي ورسوله أيضا بريء من المشركين وقرأ يعقوب بنصب اللام أي إن الله ورسوله بريء (فإن تبتم) رجعتم من كفركم وأخلصتم التوحيد (فهو خير لكم وإن توليتم) أعرضتم عن الإيمان (فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم)
(٢٦٨)