هو إلا رماهم بحصياته فما زلت أرى أحدهم كليلا وأمرهم مدبرا وقال سلمة بن الأكوع غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا قال فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلى الله منهم إنسانا إلا ملأ عينه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين قال سعيد بن جبير أمد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وفي الخبر أن رجلا من بني نضر يقال له شجرة قال للمؤمنين بعد القتال أين الخيل البلق والرجال الذين عليهم ثياب بيض ما كنا نراكم فيهم إلا كهيئة الشامة وما كنا قلنا إلا بأيديهم فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال تلك الملائكة قال الزهري وبلغني أن شيبة بن عثمان بن طلحة قال استدبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وأنا أريد قتله بطلحة بن عثمان وعثمان بن طلحة وكانا قد قتلا يوم أحد فأطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ما في نفسي فالتفت إلى وضرب في صدري وقال أعيذك بالله يا شيبة فارتعدت فرائضي فنظرت إليه وهو أحب إلي من سمعي وبصري فقلت أشهد أنك رسول الله وإن الله قد أطلعك على ما في نفسي فلما هزم الله المشركين وولوا مدبرين انطلقوا حتى أتوا أوطاس وبها عيالهم وأموالهم فبعث رسول الله رجلا من الأشعريين يقال له أبو عامر وأمره على جيش المسلمين إلى أوطاس فسار إليهم فاقتتلوا وقيل دريد بن الصمة وهزم الله المشركين وسبى المسلمون عيالهم وهرب أميرهم مالك بن عوف النضري فأتى الطائف فتحصن بها وأخذ ماله وأهله فيمن أخذ وقتل أمير المسلمين أبو عامر قال الزهري أخبرني سعيد بن المسيب أنهم أصابوا يومئذ ستة آلاف سبي ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الطائف فحاصرهم بقية ذلك الشهر فلما دخل ذو القعدة وهوشهر حرام انصرف عنهم فأتى الجعرانة فأحرم منها بعمرة وقسم فيها غنائم حنين وأوطاس وتألف أناسا منهم أبو سفيان بن حرب والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو والأقرع بن حابس فأعطاهم أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان ثنا شعيب ثنا الزهري أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه أن أناسا من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا نقطر من دمائهم قال أنس فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم أحدا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان حديث بلغني عنكم فقال له فقهاؤهم أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا فقال لهم إنكم سترون بعدي اثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض وقال يونس عن ابن شهاب فإني أعطي رجالا حديثي عهد بالكفر أتألفهم وقال فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض قالوا سنصبر أخبرنا عبد الواحد بن أحمد
(٢٧٩)